صحافة: محمود منسي

كتير الشكوى والنقد المستمر في بيئة العمل بيكون زي المرض اللي بينتشر بين الموظفين وبيؤثر عليهم بالسلب ولذلك سماعهم للنقاط الايجابية اللي بيذكرها كل موظف حتفكرهم بأسباب كتير مخلياهم لسه متمسكين بمكانهم في البيئة دي

ندى موسى

مجلة ثورة الموارد البشرية: ندى كتاباتك بتأثر في ناس كتير ومن خلال تعليقات القراء بتوعك السبب انك بتشاركي مشاعر إنسانية ممكن الناس مش عارفة تعبر عنها.. ايه أهمية ان الشخص يعبر عن مشاعره؟ وهل دي دايماً حاجة إيجابية؟

ندى موسى: الحقيقة إن أنا بشوف إن التعبير عن المشاعر ده حاجة أساسية لحياتنا وصحتنا النفسية زي المياه والهوا بالظبط.. التعبير عن المشاعر الايجابية بيزودها وبيساعد الناس اللي حوالينا انهم كمان يحسوا بيها، والتعبير عن المشاعر السلبية بيخرجها من جوانا وبيقلل تأثيرها علينا وبيصغر حجمها، وبالتالي أنا شايفة إن التعبير عن المشاعر ايجابي طول الوقت.. السر كله يكمن في طريقة التعبير عن المشاعر دي.. عشان نقدر نوصلها صح زي ما احنا حسينها فتتفهم من اللي حوالينا أسهل وتتقدر أكتر ونقدر ناخد منهم الدعم اللي احنا محتاجينه

مجلة ثورة الموارد البشرية: كقارئة، ازاي بتقيمي الكتب اللي بتقريها؟ وايه الحاجات اللي ممكن نعملها علشان نستفيد قدر الإمكان من قراءة كتاب؟

ندى موسى: بالنسبالي الكتب بتتقيم بمدى وصول الإحساس اللي بتسيبه لقلبي.. بأحب الكتب اللي بتزعل وأنت بتقفل آخر صفحة فيها وتحس كأنك حتفتقد صديق كان معاك لمدة معينة

أهم حاجة في الكتاب إنه يضيفلك حاجة حتى لو اللي حيضيفهولك مش معلومات ومجرد احساس حلو وطاقة ايجابية تحسسك إنك أخف

أهم حاجة نعملها عشان نستفيد من كتاب إن احنا نقرأه بتجرد بدون أي أجندات مسبقة.. تسيب نفسك وعقلك بحرية لكل كلمة فيه يشوفها بعين حرة.. حتى لو النتيجة كانت نقد وان الكتاب معجبكش.. انت كدة استفدت من تجربة الكتاب لأنها شغلت مخك وعلت عندك القدرة التحليلية وتقييمك لكل حاجة دخلالك.. مش انك مجرد متلقي وخلاص وهو ده الهدف الأكبر للكتب.. الوعي

مجلة ثورة الموارد البشرية: ندى دراستك وشغلك في مجال الهندسة، ايه اللي خلاكي تبدأي تكتبي؟ هل ممكن يكون في علاقة بين الهندسة والكتابة؟

ندى موسى: فيه علاقة بين الكتابة وأي مجال في الدنيا.. لأن الكتابة فن والفن جزء من تركيبتنا كبني آدمين من الأساس

اللي خلاني أبدأ أكتب وأنا في سن صغير إني دايما كان عندي أحاسيس تجاه كل حاجة حواليا وكل حدث وكل موقف وكل شخص.. أوقات كنت بأحس إنها أكبر من إنها تفضل جوايا.. فكنت بأرتاح جدا لما بأكتب.. كنت بأحس بعد الكتابة كأن مكان في قلبي فضي لأحاسيس جديدة تدخل جواه

مجلة ثورة الموارد البشرية: ازاي طورتي من نفسك ككاتبة ومن كتاباتك خلال السنين دي كلها؟

ندى موسى: الكتابة زيها زي أي حاجة.. بتطور بالممارسة.. فالحقيقة إني بقيت بأكتب طول الوقت.. أول ما بأصحى وأنا في الشغل وأنا ماشية في الشارع وأنا بأطبخ وقبل ما أنام وفي كل وقت بالإضافة طبعا لحضوري ورش للكتابة مع الكاتب “محمود منسي” فتحت آفاق كتيرة في عقلي للكتابة مكنتش شايفاها قبل كدة، وطبعا القراءة جزء أساسي من يوم أي كاتب.. مينفعش تبقى بتطلع من جواك من غير ما يكون فيه قصاد اللي طالع منك ده

input

 أكتر منه داخل لعقلك وقلبك

مجلة ثورة الموارد البشرية: ايه التحديات اللي قابلتيها وانتي بتبني العلامة التجارية “ال براند” بتاعتك وان الناس تبدأ تشوفك ككاتبة؟

ندى موسى: الحقيقة إن أنا عندي هدفين من الكتابة..

الهدف الأول إني أعبر عن اللي الناس مش بتعرف توصفه في كلمات فيحسوا إنهم مش لوحدهم وإن أحاسيسهم مشروعة ومقبولة

والسبب التاني إني أؤثر إيجابيا ولو على شخص واحد بس

عشان كدة أكبر تحدي بيواجهني دايما هو المحتوى والمواضيع اللي بتلمس شريحة كبيرة من الناس وبتشغلهم وعشان كدة لو كتبت حاجة وعجبت الناس بأحس بتحدي أكبر في الموضوع اللي بعده.. لأني كمان مؤمنة إن انتشاري ككاتبة مش حيحصل غير من خلال الناس اللي حتحس بصدق اللي أنا بأكتبه وحيشوفوا نفسهم فيه كأنهم هم اللي كاتبينه

مجلة ثورة الموارد البشرية: انتي دايماً مهتمة بإن الشخص يكون مؤمن بدوره في الحياة وتأثيره على نفسه والناس اللي حواليه، من خلال خبرتك في سوق العمل، ايه نصايحك لأصحاب الشركات وقادة المؤسسات انهم يحرصوا ان كل واحد يكون بيعمل بشغف وليه دور مؤثر؟

ندى موسى: نصيحتي إن التركيز يكون على الإنتاجية مش على الطريقة اللي كل واحد بيشتغل بيها.. لازم نطلع برة حدود البيروقراطية ونسيب لكل شخص حرية اختيار طريقة شغله طالما مش بيضر بالمصلحة العامة

يعني لو حد انتاجيته بتكون أعلى وهو بيشتغل في أماكن مفتوحة مش لازم نقيده بمكان العمل.. لو حد بيطلع الانتاج المطلوب منه في وقت معين مش لازم يجبر على عدد ساعات معينة لمجرد الالتزام بقانون قابل للتغيير لأن لو كل واحد كان مرتاح في بيئة وظروف شغله ده حيعود على المؤسسات كلها بالنفع وفي المقابل حيكون فيه مرونة من قبل الموظفين في حال كانت حاجة العمل بتتطلب وجودهم في مكان معين في أوقات معينة لاجتماعات أو غيره أو لساعات أطول لتسليم مشروع وقته محدود مثلا.. فالمرونة والتفهم من قبل المؤسسة والتركيز على الانتاجية أكيد سيقابل بالمثل من الموظفين

مجلة ثورة الموارد البشرية: هل الكتابة التعبيرية ممكن تكون وسيلة لحل مشكلات وتحديات الموظفين؟

ندى موسى: أكيد.. الكتابة التعبيرية من أكتر الوسائل اللي بتقلل الضغوط.. وبتخلي الإنسان يعبر بشكل مرتب ومنظم أكتر عن المشاكل أو التحديات اللي بتواجهه

يعني لو أصبح فيه يوم في الشهر الموظفين بيعبروا عن مشاعرهم تجاه بيئة العمل وبيوضحوا التحديات والمشاكل اللي بتقابلهم بالكتابة حتى لو بدون أسماء عشان الموضوع يكون بحرية وميكونش فيه أي حساسيات بين الموظفين والإدارة.. والنشاط ده يقابل باهتمام من قبل الموارد البشرية بحيث ان يتم النظر بموضوعية لما كتب ويتم مناقشته في اجتماع شهري وايجاد حلول مشتركة ومرضية لجميع الأطراف بقدر الإمكان والمتاح.. أعتقد ان ده حيخلي فيه احساس بالأهمية عند كل موظف وإن رأيه مؤثر وده حيعلي احساسه بالمسئولية والانتماء تجاه المؤسسة اللي بيشتغل فيها

مجلة ثورة الموارد البشرية: لو هتقدمي برنامج كتابة تعبيرية لبناء بيئة عمل إيجابية للمؤسسات هيكون عامل ازاي؟

ندى موسى: حيكون عبارة عن كتابة حرة غير مرتبطة بأي شروط سوى الوضوح في التعبير عن المواضيع المذكورة..

حنتكلم عن النقاط الإيجابية في بيئة العمل اللي يحبوا الحفاظ عليها لأنها بتقدملهم دعم ودفعة معنوية وحنشاركها بين الجميع لأن كتير الشكوى والنقد المستمر في بيئة العمل بيكون زي المرض اللي بينتشر بين الموظفين وبيؤثر عليهم بالسلب ولذلك سماعهم للنقاط الايجابية اللي بيذكرها كل موظف حتفكرهم بأسباب كتير مخلياهم لسه متمسكين بمكانهم في البيئة دي وحيحاولوا يشتغلوا على النقاط السلبية اللي برضه حيكتبوا عنها ولكن بالإضافة إلى حلول مقدمة من قبل كل فرد منهم للتخلص أو التقليل منها.. المشاركة دي مهمة جدا لأنها بتحسسهم إنهم شركاء نجاح وليهم دور تجاه المؤسسة مش مجرد أفراد بيؤدوا دور بغض النظر عن النتائج

مجلة ثورة الموارد البشرية: هل في طريقة أو منهجية معينة ممكن الشخص يدون بيها مشاعره بشكل إيجابي؟ وامتى نوريها للناس تقرأها وأمتى نحتفظ بيها لنفسنا؟

ندى موسى: الطريقة الايجابية هي انه يكتب بدون قيود على أفكاره وانه ميحطش نفسه في قالب ويتحرر من قيود المتابعين وأعدادهم أو من شكل معين للكتابة تم حصره فيه وانه يسمح لنفسه بأنه يكتب اللي هو حاسس بيه فعلا بدون فلترة

امتى نوريها للناس وامتى نحتفظ بيها.. المقياس هنا هو الكاتب.. لو حاسس انه عايز ينشر اللي كاتبه ينشره بدون تردد لأن الكتابة عن المشاعر حاجة شخصية مش المفروض ان الانسان يعتذر عن اللي بيكتبه أو يفلتره لأي سبب غير لو هو مش مرتاح انه يشارك اللي كتبه مع حد أو لسه مش مستعد ان أفكاره تكون متشافة.. غير كدة مفيش شروط للنشر من وجهة نظري

شكرا

ورشة الكتابة الإبداعية بتياترو اسكندرية 2016