المصري روائي بالفطرة، ويحب الحكي وسماع القصص، وما أكثر القصص التي نسمعها نابعة من بيئة العمل لدينا.. أما الموظف المصري فله طبعه الخاص، فهو يحب أن يحكي قصصه الشخصية في وقت العمل، ويحكي مواقفه في الشغل بعد أوقات عمله.

من الطبيعي أن نجد بداخل العديد من الشركات سوء تفاهم وإختلاف في الآراء بين الإدارات والأقسام المختلفة، ويزيد إطار الإختلاف خاصة بين موظفين الشركة وبين موظفين الموارد البشرية، من ضمن الحلول لأي قضية إختلاف هو التعارف على عقلية الطرف الآخر، ومن ضمن الطرق لذلك هو دراسة ما يدرسه الآخر.

من دور قسم الموارد البشرية المعرفة بمادة التسويق، المحاسبة، المبيعات، التخطيط الإستراتيجي وخدمة العملاء، حتى يكون التواصل الإداري بينه وبين كافة أقسام الشركة تواصل فعال وقوي، لأنه سيكون مبني على تعاون وتفاهم وتبادل معرفة.

نفس النظرية تطبق على المستوى الفردي لدى الموظف الذي يتعلم عن الموارد البشرية كمادة علمية، وهذه سبع أسباب تدفع الموظف لذلك:-

بالنسبة للباحث عن الوظيفة، تخيل لو لديك الموهبة لتحليل عقل مسؤول التوظيف في الشركة التي تريد أن تعمل لديها؟ تخيل أنك تعرف نوع الأسئلة التي تُسأل، وتعلم أي إجابة يتوقعها مسؤول التوظيف؟ تخيل كم من الوظائف التي يمكن أن تعمل بها عندما يكون عندك تلك المعرفة؟!

هذا ليست بخبث ولكن الكثير من الباحثون عن العمل عندما يُسألون لا يعرفون ما هي الإجابة المرادة, الإنسان خلق متعدد المواهب والقدرات، وربما تلك الأسئلة الغير مباشرة التي تُسأل قد تسبب سوء فهم المراد وراءها، وبالتالي الباحث عن الوظيفة يتجاوب بطريقة مختلفة.

يمكن أن تتعلم الكثير عن نوع الأسئلة في المقابلات الشخصية عبر مواقع الإنترنت، ولكن إحذر أن يشعر مسئول التوظيف أنك أذكى منه أو تحاول إظهار أنك أعلم منه!!

دائماً توج معرفتك بالتواضع والحكمة لأن مسئول التوظيف إنسان يمكن أن يشعر بالغيرة أو يشعر بغرور من تجاهك أو تكبر، بالتالي لن تنجو من المقابلة الشخصية.

مع العلم بأن قسم الموارد البشرية والمديرين بشكل عام يبحثون عن الموظف الذكي والقوي، لكنهم لا يبتغون توظيف الثائر الذي يمكن بذكائه أن يسبب مشاكل في الشركة أو بمعنى أصح يبحثون عن موظف أمين، ف “خير من إستأجرت القوي الأمين”..

من المؤسف إذا بحثتم ستجدون أن الكثير من الموظفين لا يعرفون حقوقهم التي يجب أن يعرفونها في أول يوم عمل لديهم، وأنا لا أتحدث عن لائحة الموظفين الخاصة بالشركة، ولكني أتحدث عن حقوقهم مع قسم الموارد البشرية.

بعض مديرين الموارد البشرية قد يشكلون قوانينهم الخاصة للتعامل مع الموظفين، وأن تلك القوانين التي يشكلونها قد تتعارض تماماً مع كتب الموارد البشرية, عندما تقرأ في مجال الموارد البشرية ستعرف كيف يجب أن يُعامل الموظف في شتى المواقف، وعند ذلك ستعرف كيف تدافع عن حقوقك وستعرف الفرق بين الظلم والعدل.

عندما يكون الموظفين على دراية بعلم الموارد البشرية ذلك سيجبر قسم الموارد البشرية على إتخاذ القرارات الأفضل وسيشجعهم على تطبيق النظريات الأكثر عدلاً وإنسانياً مع الموظفين.

هدف قسم الموارد البشرية في الشركة هو الإهتمام بشئون الموظف، ذلك يشمل صحته الجسدية والنفسية والمهنية، وأنت كموظف في الشركة يمكن أن تنفذ تلك المبادئ في محور عملك الخاص، فأي موظف يعمل لصالح موظف آخر فهو يطبق مبدأ من أهم مبادئ الموارد البشرية. وإن كنت مديراً لقسم غير الموارد البشرية فإنك يمكن أن تطبق نظريات الموارد البشرية، فيمكن أن تشكل نظام تحفيز خاص بقسمك، ونظام إداري داخلي مختلف عن سائر الشركة، وتوفير أنظمة تدريب تكميلية بجانب أنظمة التدريب المدعمة من قسم الموارد البشرية.

أحياناً الحياة تجبرنا على إتخاذ قرارات مختلفة عن الخطة المسبقة التي قد رسمناها من قبل، كموظف يجب أن يكون عندي خطة بديلة، لذلك يجب أن أعمل دائماً على إكتشاف وتنمية مواهبي المختلفة.

دراسة الموارد البشرية يمكن أن يكون خطة بديلة لديك في يوم من الأيام.

بعض مديرين الموارد البشرية يحبذون فكرة توظيف مسئولين موارد بشرية من مجالات وأقسام أخرى بدلاً من توظيف واحداً ذو خبرة مُسبقة في مجال الموارد البشرية لدى شركة أخرى.

وجهة النظر وراء تعيين غير أخصائيين ليعملوا في قسم الموارد البشرية أنهم سيمتازون بنظرتهم وتفكيرهم الذي هو “خارج عن نطاق الصندوق” فبالتالي سيلحمون الشقوق بالمنظومة، والموظف الذي لا يعمل بقسم الموارد البشرية يعرف مشاكل الموظفين وآرائهم، وبالتالي عندما يعمل بقسم الموارد البشرية سيعمل على حل تلك المشكلات.

إذا كنت تريد أن تعمل في مجال الموارد البشرية بدون خبرة عملية في المجال فتذكر أن توضح أسبابك الخاصة للإنضمام لذلك المجال والمميزات التي يمكن أن تقدمها في سيرتك الذاتية وفي مقابلة العمل.

أحياناً نعمل جاهدين ونكون مخلصين في العمل ولكن عندما نحصل على درجات آداءنا السنوي نجد اختلاف ولا نعرف السبب!!

أحياناً يقيمنا قسم الموارد البشرية على أسس ومعايير مختلفة عن التي نقيم بها أنفسنا، ولذلك نجد الاختلاف، فتخيل إنك درست تلك المعايير ودرست كيف يتم تقييم الموظف. في حالات أخرى يكون الموظف على درجة عالية من الكفاءة ولكن مديره لا يلاحظ،

فيجب على ذلك الموظف العمل على إظهار نتائج عمله للمدير ولا يعمل فقط في الخفاء.

الكثير من الموظفين يواجهون مشاكل مهنية في بيئة عملهم ولكن قليلاً منهم من يتصفون بالجراءة لتقديم إلتماس، أما بعض الموظفين يقدمون تلك الإلتماسات ولكنهم لا يعرفون كيفية كتابتها حتى ينتهي بهم المطاف بكتابة الإلتماس بطريقة شخصية بدلاً من عرض المشكلة بطريقة رسمية تعكس عواقب المشكلة على إدارة وآداء الشركة.

تعلم كيف يستقبل مسئول الموارد البشرية الإلتماسات، وكيف يقرأها، وبالتالي ستعرف جيداً كيف تكتبها وتقدمها..

إذا اطلعت على السير الذاتية لدى الكثير من الباحثين عن وظائف ستجدهم يكتبون نفس النقاط. على سبيل المثال:- التواصل مع الآخرين، العمل تحت الضغط، مهارات القيادة.. إلخ.

لا تستهون بمسئول التوظيف، فهو بالتأكيد يعلم ما هي النقاط التي قد تم نقلها من أي موقع إلكتروني، وما هي النقاط التي اجتهد فيها الطالب للوظيفة.

من الجيد قراءة المقالات في كيفية كتابة السيرة الذاتية لكن ليس من الجيد نقلها، فهذا يعكس لمسئول الوظيف مدى إفتقارك للإبداع أو سيعكس مدى كسلك لكتابة سيرتك الذاتية فبالتالي كيف سيكون آداءك عندما تعمل!

أفضل طريقة لكتابة السيرة الذاتية هي دراسة كيفية تحليل وقراءة السير الذاتية من خلال أعين مسئول التوظيفف، فبالتالي خطوتك التالية ستكون توصيل خبرتك, مواهبك, دراستك ورؤيتك مع مراد الشركة التي تريد أن تعمل معها، وستصبح سيرتك الذاتية بعيدة عن النمطية وستصبح ليس فقط إنعكاساً لدراستك ومؤهلاتك وإنما إنعكاس لكيانك وشخصيتك…

إنني على ثقة أنه يوجد أكثر من سبعة أسباب تدفعك لتعلم أساسيات ونظريات الموارد البشرية وأنكم ستكتشفون المزيد، ولكن عندما يحدث ذلك لا تنسوا الكتابة عنهم أيضاً ومن خلال خبرتكم يصبح علماً يُنتفع به الآخرون..

 بقلم: محمود منسي