حوار صحفي مع سارة الأمين – صحفية، عارضة ومصممة أزياء، ممثلة مسرح، كاتبة

صحافة: محمود منسي

 

“فكرة إن الموظف يكون عارف إن دا المكان اللي اتعلم فيه تشكل إنتماء، والمنتمي لمكان ما لن يبخل عليه في أي من الأمور“

سارة الأمين

سارة الأمين، متعددة المواهب فبجانب تفوقها الرياضي في الكرة الطائرة، فهي أيضاً عارضة أزياء تمتاز بجمال ملامحها المصرية، فهي صديقة للكاميرا وأعينها تسجل ما يحدث في صحافتها، فهي أيضاً صحفية ومن خلال وظيفتها فهي تكتشف العالم بكل وظائفه، مما جعلها أكثر براعة في التمثيل والمسرح، فإقتباسها للعديد من الشخصيات جعلها تبرع في الكثير من الوظائف، فقد عملت أيضاً في مجال الفندقة وخدمة العملاء مما جعلها مطلعة على أساليب الإدارة بأنواعها وعلى دراية تامة بنقاط القوة والضعف في تلك الأساليب الإدارية، ومن خلال ذلك الحوار الصحفي سارة تحدثنا عن رأيها في مواضيع تتعلق ببيئة العمل في مصر: المؤسسية والثقافية

١- سارة، إنتي متعددة المواهب والنشاطات، إيه رأيك في المقولة: سبع صنايع والبخت ضايع؟ 

ضحكت، مقولة طريفة لكنها تبتعد كثيراً عن الحقيقة، وأظن من قالها قال هذا من باب الحث على التركيز، ولكني منذ كنت صغيرة شخص الأطباء حيويتي بأنها حالة وأطلقوا عليها النشاط الزائد أو

hyper activity

اسموه مرضاً! ولكني لا أراه كذلك.. العالم كله الآن يبحث سبل إيجاد طاقة  ولدي الكثير منها، لهذا أنظر للأمر كنعمة وليس كنقمة، والمجالات التي أعمل بها تتوازي وليس عكس بعضها البعض، فدراستي للأزياء تساعد عرضي لها، وسامهت كذلك في وضع الأزياء للمسرحيات والأفلام القصيرة التي مثلت بها، وكذلك الفترة التي لعبت في الفريق الأول للكرة الطائرة كانت طبيعية جداً، فبرنامج الفرد اليومي يجب أن يحوي رياضة وفن بعيداً عن الوظيفة، فنحن لسنا بآلات

٢- بدأتي ككاتبة، هل كانت للكتابة فضل عليكي لإكتشاف مواهبك الأخرى؟ وهل كان لمواهبك الأخرى تأثير على تنمية قدرتك في الكتابة؟

كاتبة كلمة أكبر مني الآن ولن أدعي كوني كاتبة، مازلت في أول طريقي لأكون ما أكونه مستقبلاً، أعشق الكتابة صحيح، ولكني في المقام الأول صحفية وهذا هو ال “كارير” الذي أرغب في تطويره، كما إنه مجال دراستي فقد تخرجت من كلية الإعلام، قسم الصحافة. وشتان بين الكتابة والصحافة، أرى إنهما لا يجتمعان إلا في فن الكتابة ولكن الإبداع نقيض البحث عن الحقيقة

٣– إزاي قدرتي تطوري من كل موهبة من مواهبك؟

بالتعليم، أدركت إنني جاهلة بنسبة ما، وإدراك جهلك بأي أمر يجعلك أمام مفترق طرق، إما ان تقبل بما لديك من علم وتقف “محلك سر” أو أن تبحث عن سبل تزيل عن عقلك غبار هذا الجهل

٤– من واقع خبرتك، إزاي ممكن للفريلانسرز إنهم يسوقوا لنفسهم؟ وإزاي يبنوا إسم ليهم في المجال؟

العالم الآن يتجه إلى الفري لانسينج، رغم أن مصر بعيدة عن إتقان هذا النوع من البيزنس، والتسويق يمكن استخدام السوشيال ميديا والترشيحات، ولابد أن يكون الفري لانسر متقن لعمله

actions speaks louder than words

٥– هل سبق وفكرتي تشتغلي في شركة؟

عملت في الكثير من الشركات المصرية، والشركات متعددة الجنسيات ولكن الصحافة كالنداهه، عارف النداهة؟ أول ما بتقع في غرامها كأنك مسحور، مبتكنش مبسوط غير وإنت شغال صحفي، مهما كان المكاسب المادية التي تنولها في يوم توازي عمل شهر كامل، أنت راضي بالظروف المالية المتعسرة، كأنك مسحور

٦- لو بتشتغلي مديرة موارد بشرية، أيه هتكون أفكارك علشان بيئة العمل متكونش مستهلكة للموظف وتكون بيئة مليئة بالتطوير والطاقة الإيجابية؟

لازم أختار موظفين من نفس البيئة، لأنه غير منطقي إني أطلب من الموظفين التفاعل معاً إن كانت عادتهم مختلفة، لازم يكون في ثواب وعقاب بأقصى درجة من العدالة، كما يجب توفير تدريب للعاملين، فكرة إن الموظف يكون عارف إن دا المكان اللي اتعلم فيه تُشكل إنتماء، والمنتمي لمكان ما لن يبخل عليه في أي من الأمور

٧- طيب لو أنتي كنت بتشتغلي كأخصائي تعيين في شركة وبتقرأي السير الذاتية الخاصة بالناس لوظيفة في مكتب، ووقعت في إيدك سيرة ذاتية لواحدة بتكتب، بتمثل، بتتصور، وبتصمم أزياء، هل المواهب دي هتكون بالنسبة لكي على الهامش ولا هتهتمي بالشخصية دي أكتر؟ وممكن تقوليلنا من وجهة نظرك إنعكاس كل موهبة من دول على شخصية الموظفة دي؟

بيني وبينك لما كنت بروح أقدم لوظيفة كنت بكتب مهاراتي في الوظيفة دي وبس، لأن أي مدير لو شاف سيرة ذاتيه فيها كذا حاجة هيحكم على صاحبها بإنه متشتت، ومش هيجربه أصلاً، إحنا في مصر ولازم نعترف إننا شعب بيحكم بالمظاهر دون الغوص في أي من الأعماق، نقرأ عناوين الصحف فقط، نشاهد الأفلام بعد وقت بدأها، والأمر لا يختلف كثيراً في العمل

٨– لو حد طلب منك تعرفي نفسك في الإنترفيو بتاع الشغل، هتعرفي نفسك إزاي في جملة واحدة؟

بحب أشتغل وأتعلم طول الوقت

٩– ككاتبة، إيه نقدك البناء للكتب الجديدة والكُتَّاب المعاصرين؟

مصر مليانة مواهب كتير جداً، ولأنها على قدر مواهبها في فساد ومحسوبيه وعلاقات فبالتالي المواهب دي مش ظاهرة، آخر كتابين قريتهم وعجبوني جداً لإتنين من الشباب أصحاب الأقدار العالية والكتابين “الجنتلمان يفضل القضايا الخاسرة” لأحمد مجدي همام، و”يا سلمى” لباسم شرف

وهناك كاتبة أمريكية تدعى لين كوفين، كاتبة ومترجمة بارعة أجريت معها حوارا في صحيفتي وشدني لها نقدها اللذع للسياسات الأمريكية الحالية

١٠- أيه أسباب البطالة في مصر من وجهة نظرك الشخصية؟ وأيه آرائك للتعامل معاها؟

في مصر حارس العقار والعامل في البنزينة ومن يعملون في وظائف غير ثابته يحسبون على البطالة، ولكن هل مصر فعلاً فيها بطالة، أكيد، سببها إية؟ الكسل، قلة الطموح، الإكتئاب، رغبة المتعلم في إنه يتوظف في أول وظيفة له بمرتب عالي جداً، بالإضافة لإزدياد عدد مرتادي الجامعات بعد مجانية التعليم وبالتالي صار هناك نقصاً في أعداد العمال، تلك السواعد التي يقام عليها أي مجتمع، بالإضافة للفساد والمحسوبيات، وتمكين أهل الثقة وليس أهل الكفاءة، وبيني وبينك إن المدير لا يرغب في تعليم مرؤسية أي جديد وبالتالي بيئة العامل صارت ضاغته جداً

أستاذة سارة نشكرك جداً على الإنترفيو ده وعلى سعيك الدائم في تحقيق أحلامك وإستغلال جميع مواهبك