مجلة ثورة الموارد البشرية: كيف ترى طبيعة الموارد البشرية في مصر بشكل عام؟

أحمد حلمي: في مصر، لم تعد الموارد البشرية شيئاً جديداً بل على العكس، موجودة منذ فترة لكن تختلف صورتها من مؤسسة إلى أخرى بإعتبار التوجهات الخاصة لكلٍ منها. فلا نستطيع القول بأنه يوجد مفهومٌ مُوحدٌ أوميثاقٌ واحدٌ مُتفقٌ عليه لكن يجب تطبيق المفاهيم الأساسية من قِبل العاملين بمجال الموارد البشرية بإختلاف الأقسام والوظائف لأنها لا تقتصر فقط على شئون العاملين ومرتباتهم والحضور والإنصراف، لكنها تشمل أيضاً التوظيف والفوائد والبدلات والحوافز، بإلاضافة إلى علاقات الموظفين ومعدلات الأمان والحماية في المؤسسة وقانون العمل. وإذا نظرنا إلى معظم المنظمات الحكومية في مصر فسنجد أنها تتعامل مع قسم الموارد البشرية بشكلٍ محددٍ جداً في كيفية إقتصاره على الحضور والإنصراف فقط، لكن على الصعيد الأخر سنجد أن نسبة 90% من الشركات الكبرى والعالمية وكذلك الشركات المتعددة الجنسيات تعمل بكافة أقسامها ومهامها والتي تساعد بالتأكيد على تحقيق هدف المؤسسة

مجلة ثورة الموارد البشرية: ما هي مميزات العمل بهذا القسم من وجهة نظرك؟

أحمد حلمي: بالتأكيد يستطيع من يعمل بهذا المجال تحديداً أن يكوِّن شبكة علاقات إجتماعية هامة وكبيرة وهذا يساعد دائماً على إيجاد الفرص المناسبة خارج المؤسسة قبل داخلها لكى يتمكن الموظف من التنقل والعمل بمكانٍ آخر إذا أراد، بالإضافة إلى وجود وعي بسوق العمل وإحتياجاته ومتطلباته من حيث إحتياج مدى كفاءة الموظف، علاوة على ذلك مقدرته على رؤية السوق والعامل الزمنى وكيفية تحقيقه لهدفه الرئيسى ككيفية البحث الجيد بإمكانية الاستعانة بالخبرات الجديدة وكيفية رسم خطة العمل والخطة الزمنية للتعيين إذا كانت سنوية أو شهرية وكيفية التغلب على المشكلات والصعوبات والحفاظ على الموظفين وغيره من قضايا العمل المختلفة

مجلة ثورة الموارد البشرية: ما هي الصفة الرئيسية التي تبحث عنها في الموظف عند تعيينه؟

أحمد حلمي: يوجد العديد منها وتختلف بإختلاف طبيعة العمل في المناصب المختلفة، فعلى سبيل المثال وظيفة خدمة العملاء وكما نبحث عنها في مؤسسة فودافون بإعتبارها واحدة من أهم عملاء شركة ايكو، وأنا المسئول الرئيسي عن التعامل معها، فدائماً ما نبحث في حامل الوظيفة على كفاءات معينة ومنها ضرورة إتقان اللغة بأنواعها وأيضاً تختلف أحياناً بحسب طبيعة المشروع، كذلك المهارات الشخصية ومهاراته في التعامل مع الحاسب الآلى ومهارات الإتصال لديه ووعيه الخاص بالعمل ومدى المرونة وقدرته على العمل تحت الضغط

مجلة ثورة الموارد البشرية: ما الذى يجعلك ترفض المُتقدم للوظيفة؟

أحمد حلمي: السبب الوحيد للرفض هو عدم توافر الكفاءات والمهارات بالنسبة لطبيعة العمل التي نبحث عنها وعلينا توضيح أمرٍ ما، ففي أحيانٍ كثيرة لا نرفض أى متقدمٍ يمتلك شغفاً للعمل فنحن نستطيع إعطاء فرصة لفترة قصيرة وتطوير كفاءته وبذلك يعد هذا الموظف حجر أساس في الشركة لأنه سيتسم بالإخلاص والنشاط وبالتأكيد سيعمل على إحداث فرق في مستقبله الشخصي وكذلك مستقبل الشركة، ونعمل كمؤسسة بإعطاء رجع الصدى، وبعد العمل عليه في فترة محددة نقوم بعمل مقابلة أخرى لتحديد مدى الإستجابة من عدمها أومدى التطور الذى لحق بالشخص

مجلة ثورة الموارد البشرية: كيف تعالج مشكلة دوران العمالة في المؤسسة؟

أحمد حلمي: أرى أن حل هذه المشكلة بسيط، لكنها تحتاج إلى التطوير الدائم من قبل المؤسسة والأخذ في عين الإعتبار بكل رجع صدى يقال من قِبل كل فرد بشكل عام، أما عن حلها فنقوم بعمل ما يسمى المقابلة الختامية أو مقابلة الخروج ونبدأ في التعرف على سبب المشكلة الرئيسية عند الموظف ومعرفة سببها، سواء كانت بسبب أخطاء في عملية التعيين، عدم الإيفاء بوعود معينة، عدم أخذه حقوقه كاملة، إرادته في الإنتقال إلى مكان أخر لفرصة أفضل أو بسبب مشاكل في التعامل مع الزملاء أو المديرين، وعليه فلابد أن يظل دائما موظف الموارد البشرية هو حلقة الوصل بين الموظف وصاحب العمل والسعى دائما للتغيير والتطوير وتقديم الخدمات والمميزات الخاصة بالعاملين في الشركة حتى نسطيع الحفاظ على مسار العمل، وبالطبع أقوم بتوصيل كل ردود الأفعال لدينا في ايكو لكل عميل خاص بشركته حتى يستطيع حل مشكلته عن طريق وضع خطة عمل جديدة لحل هذه المشكلة

مجلة ثورة الموارد البشرية: بما تصف المؤسسات الناقصة التي لا تحتوي على قسم موارد بشرية؟

أحمد حلمي: أريد أن أسميها مؤسسات غير معترفة أو غير متتبعة لثقافة الموارد البشرية وليست ناقصة، لأن أغلبها مؤسسات صغيرة وغالباً ما تقوم بتكليف موظف واحد بجميع المهام، وأرى أن هذا غير صحيح فأنا أؤمن بالتخصص بدلاً من إسناد المهام إلى شخص لا يستطيع مواكبة جميع متطلبات الموظفين وسوق العمل والمؤسسة بشكل عام

مجلة ثورة الموارد البشرية: كثيريون يريدون العمل بالمجال ويشكون من ضرورة توافر عنصر الخبرة في الوقت الذى ترفض فيه المؤسسات إعطاء فرص تدريب.. كيف ترى ذلك؟

أحمد حلمي: سأذكر مثالاً بسيطاً، أنا حاصل على ليسانس إعلام ولم يكن لدي أى خبرة بمجال الموارد البشرية وبسبب الوضع الإقتصادي والسياسي وقلة الفرص قررت دراسة الماجستير حتى أعمل بمجال يتفق مع كفاءاتي وقدراتي وهي اللغة ومهارات الإتصال ومن أهمها خدمة الناس، وكنت أعمل في بداية الأمر دون مقابل كمساعدة للناس حتى جاءت الفرصة وعملت بشركة ايكو في الموارد البشرية

مجلة ثورة الموارد البشرية: أخيراً، ما هي نصائحك لكل المبتدئين للعمل في مجال الموارد البشرية؟

أحمد حلمي: أن يكون قد تعلم جيداً، وإذا كان هذا صعباً فعلى الأقل لابد من معرفة الأساسيات الخاصة بالموارد البشرية ولابد من الوعي بهدف الشركة التي قررت العمل فيها حتى تتمكن من مواكبة السوق والمؤسسات

اكو

Facebook Page: https://www.facebook.com/eccooutsourcingcompany?fref=ts

حوار: نهى هنو

مراجعة: مازن أحمد قباري