البروفيسور: حصلت على درجتي الماجستير في فنون الصحافة والسياسات على التوالي ودرجة الدكتوراة في وسائل الإعلام. حصلت على وظيفتي الأولى في الصحافة بعد التخرج بدرجة البكالريوس في دراسات الإعلام، السياسة والقانون وبدأت العمل كصحفية مستقلة لتغطية البلقان بشكلٍ أساسي
المجلة: كم مضى من الوقت عليك في مجال الإعلام؟ وفي رأيك كيف تغير الصحفيون في تلك الفترة من الوقت؟
البروفيسور: لقد كنت في مجال الإعلام منذ عام 1994 ومنذ ذلك الحين كان هناك تغيرات هائلة حدثت بشكلٍ أساسى نتيجة تطوراتٍ تكنولوجية حديثة أثرت على الإنتاج والنشر وتفاعل الجمهور
المجلة: ما هي أهم الاتجاهات الأساسية في صناعة الإعلام وكيف تؤثر على ماتفعلين؟
البروفيسور: تُغَير وسائلُ الإعلامِ الرقميةُ الصناعةَ ولديها القدرة على فتح وسائل الإعلام و تقديمها إلى شرائحٍ وطبقاتٍ مهملةٍ بشكلٍ كبير من الجمهور، خصوصاً فيما يتعلق بالديموقراطية الوليدة وخدمة المجتمع
المجلة: ماهي مؤهلات الصحفي المحترف؟
البروفيسور: في رأيي كشخصٍ أكاديمي فالدرجة الجامعية مهمة جداً والتي لايتوجب بالضرورة أن تكون في مجال الصحافة ولكن في أى مجالٍ شيقٍ أخر يعطيك رؤيةً ضرورية لقضايا معينة من التي تود تغطيتها. بالإضافة إلى مساحةٍ لأ بأس بها من معرفةٍ عامة بأخلاقيات ومهارات الكتابة الجيدة
المجلة: من خلال خبراتك، ما هي المؤهلات العامة للمحاضر الجيد؟ والمؤهلات المحددة للمحاضر الصحفي؟
البروفيسور: تحتاج إلى خبرة كصحفي وأستطيع القول أيضاً الدرجة الجامعية. وأكثر من أى شئ، نحتاج إلى الصحفيين المفكرين، الكتاب والمحررين الذين يمكنهم التعامل مع التحول الواسع للمجتمع
المجلة: مع الأخذ في الاعتبار منصبك الوظيفي كرئيسة قسم في جامعة مرموقة، ما هي بعض أهم الصفات الواجب توافرها ولماذا؟
البروفيسور: بالتاكيد شغف المرء بما يفعل ولكن أيضاً الفهم الجيد لطلابك واحتياجاتهم في مجتمعٍ دائم التغير
المجلة: هل ترشحين الصحافة كمجال للعمل؟ ولماذا؟
البروفيسور: نعم أرشحه، فكما قلت سابقاً نحن نحتاج إلى صحفيين جيدين أكثر من أي وقت مضى خاصة في بيئة إجتماعية وسياسية دائمة التغير. يمكن أن يمثل تحدياً كبيراً جداً كـمجالٍ للعمل ولكنه أيضاً مجالٌ مجز
المجلة: في إيمانك، ما هو تخصصك الصحفي الفريد من نوعه بالنسبة إليك؟
البروفيسور: كمحاضرة صحفية وأكاديمية، أنا أبحث في وسائل الإعلام ولدي الفرصة في إعادة التفكير في الصحافة كمهنة وإلى أين تتجه. الموضوع ممتع وفيه تحدٍ في ذات الوقت
المجلة: هل تعتقدين أن حقوق الصحفيين محفوظة خاصة بعد مشروع قانون السرية؟
البروفيسور: هناك العديد من المشاكل في تلك الجزئية ومن الممكن أن تكون الصحافة مهنة خطرة حيث أنها تضعك في مقدمة الصف في الميدان الخاص بك لجلب القضايا للرأي العام. أما بالنسبة إلى ما يسمَّى بمشروع قانون السرية فإنه سوف ينتهك كل حقوق المواطنين في مجتمعٍ حرٍ منفتحٍ يتَّسِم بالشفافية
المجلة: ما هو مقدار نشر الإشاعات والدعاية الإعلامة من قِبَل الحكومة وكيف سيؤثر هذا على المواطن العادي في رأيك؟
البروفيسور: لا أعتقد بالضرورة أنه لدينا وسائل الإعلام التى تطلق الدعاية ولدينا قطاع التحقيقات القوي جداً في مجال وسائل الإعلام في جنوب أفريقيا
المجلة: هل أسستي نفسكِ قبل الزواج؟ وهل تعتقدين أن المرأةَ يجب أن تصنع مكاناً لها في مجال عملها قبل أن تصبح معتمدةً على شخصٍ أخر أم لأ؟
البروفيسور: لطالما كانت حياتي مليئةً بالعمل ولقد أسستُ لمسار عملي بوقتٍ طويل قبل أن يصبح لدي أطفال. بالتأكيد، من الممكن أن يكون صعباً لأي شخصٍ أن يوازن بشكل جيد ما بين العائلة والعمل، خاصة للنساء. ومع ذلك، نساء الطبقة الوسطى في جنوب أفريقيا غالباً ما يكون لديهم نظام بديل مع المساعدة المنزلية في البيت. هذا، على كل حال، نمطُ حياةٍ قادرٌ على تحملهِ قلة قليلة
المجلة: هل كونك متزوجة من كاتب ناجح يؤثر على الطريقة التى ترين بها نفسك؟ هل تعتقدين أن جزءاً من نجاحك منسوبٌ إليه؟
البروفيسور: أنا أقدِّر كل ما يفعله زوجي ولكننا نادراً ما نتحدث في العمل، نحن نتحدث في السياسة كثيراً وأحياناً ينتقد كلٌ منّا عمل الأخر، ولكن مهننا لطالما كانت منفصلة وتم بنائها بشكل مستقل عن بعضنا البعض
المجلة: في محاضرةٍ لك تحدثتي عن “نهاية الصحافة”، فهل يمكنك توضيح وجود سوء الفهم هذا؟ ولماذا تعتبرينه سوء فهمٍ؟
البروفيسور: هل وصلنا الى نهاية الصحافة؟ لا، لا أعتقد ذلك. في عصرٍ يوجد فيه منابر جديدة للإعلام، كل صحفيٍ سواء رجل أو امرأة، مشاركات الجمهور الجديدة، والصحافة بكل جوانبها تحتاج أكثر مما مضى إلى مشهد إعلامٍ جديد يقدم تحديات جديدة وشيقة لمجال الإعلام ككل. بينما النقاش الحالي حول الصحافة قام بالتركيز على فكرة إعادة إختراع مفهوم الصحافة لضمان وتأمين مستقبلها، أعتقد أن تلك المجهودات يجب أن تركز مجهوداتها على تأكيد دور الصحافة مجدداً في المجتمع، وخاصة محتوى “الديموقراطية الوليدة ” و ” مجتمعات مابعد الاستعمار” مثل جنوب أفريقيا والعديد في دول الجنوب في العالمي. الانضباط الصحفي يقطع الطريق مباشرة إلى قلب القيم الديموقراطية وإدراك ديموقراطية نوعية وقابلة للتداول والمشاركة. كما أن منافذ ومنصات الإعلام التى يعمل لصالحها الصحفيون تتغير بشكل سريع، والطريقة التي تنتج بها الصحافة لاتقل سرعة عن ذلك التغيير وأيضاً الطريقة التى تستهلك بها الجماهير تلك الأخبار تتغير على قدم وساق. ولكن بالرغم من أن أساسيات الصحافة من ناحية تقديم وتفسير المعلومات وصياغتها في شكلها الصحيح – تحديدا المعومات التى يريد شخص ما أن يبقيها بعيداً عن الرأي العام – لم تتغير ونحتاج إليها أكثر من أى وقت مضى مع تعقيدات المجتمع الحديث والتنظيم الإجتماعي. وكما قلت سابقاً نحن نحتاج إلى صحفيين مفكرين ومثقفين لتفسير ما يحدث بمجتمعنا المتغير أكثر من أي وقت مضى على الإطلاق
المجلة: لو كنت رئيس تحرير، كيف يمكن أن تتأكدي من وجود أخلاقيات الصحافة في جريدتك/مجلتك؟ على سبيل المثال، بعض الصحفيين يختارون بعض الإقتباسات و يستخدمونها في خارج سياق النص للتعبير أو لعكس رأيٍ مختلف عن رأي الضيف أو الشخص الذي تستضيفه المجلة، كيف ستديري ذلك؟
البروفيسور: تحتاج إلى آليات رقابة جيدة، محررين أخبار جيدين بالإضافة إلى محررين فرعيين. وأيضا المال المرهون لتدريب الصحفيين
المجلة: ماهي نصيحتك للصحفيين المبتدئبن الذين يريدون بدء مجالٍ للعمل بجنوب أفريقيا؟
البروفيسور: الدراسة! قراءة السياسة والإطلاع بها، تغلغل بداخل مجتمعك أولاً وقم بتغطية القضايا القريبة منك والتي لها تأثير مباشر على حياتك
المجلة: شكر لك كثيراً بورفيسور ييلفا لمشاركتك معنا بخبرتك العميقة ومعرفتك الأكاديمية