“الحق باطل .. والظلم عدل .. والنور عمى .. والعمى شوف”

عديت من جنبه وأنا مزعورة ومش فاهمة الكلام اللي بيقوله. قالوا لي عنه إنه في يوم من الأيام، كان شخص عاقل جدا وذكي جدا، لكن ابتدا كل يوم تظهر عليه علامة من علامات الجنون، لحد ما في يوم لقوم زي ما شفتوه في أول الحكاية كدا، بيكلم نفسه بكلام كله عكس بعضه وبيفزع كل اللي بيمروا جنبه. سألت: “طب إزاي وليه؟ إيه اللي غيره يعني؟” قالوا لي:

شوفي، هو أول ما اتعين هنا، كان اتعين مع زميل له من نفس دفعته، وبالرغم من ذكائه الشديد إلا إن زميله دا كان أذكى منه في حاجة واحدة بس: إنه عرف طريق النجاح في البلد دي، بقى طالع نازل للمدير يحكي له كل صغيرة وكبيرة بتدور جوا المكتب، مين النهاردا جه متأخر، مين مشي بدري، مين اتكلم من تليفون الهيئة مكالمة شخصية، لكن كان دايما بيخفي تفصيلة واحدة: مين اشتغل كويس؟ مين خلص شغله وساعد زمايله كمان في شغلهم؟ صاحبنا المجنون كان هو الإجابة عن السؤال دا، لكن صاحبنا العصفورة ما كانش بيقول.

واتفاجئ المجنون في يوم إن العصفورة اترقى، كل اللي يعرفه عنه ساعتها إن ما بيقعدش على مكتبه طول اليوم، وما كانش حتى متصور إن مشاويره طالع نازل ددي بتضره. المهم، دي كانت أول مرة الناس تلاحظ إن أخينا دا ابتدا يكلم نفسه ساعات. المشكلة إن كل شهر والتاني كان زميله بيعلى ويعلى وهو بيتجنن ويتجنن، واللي كان مجننه مش بس إن زميله بيترقى، لكن إنه هو نفسه بيفضل دايما في نفس الدرجة.

لحد ما في يوم لقى احتفالية بالمدير الجديد.. ودا مين؟ طبعا كلكم عرفتوا خلاص. أيوة برافو .. العصفورة. من يومها وهو واقف على سلالم الهيئة يهذي بكلامه دا..

الحق باطل

والظلم عدل

والنور عمى

والعمى شوف.

بقلم: آية سامي (ليلى)

تصوير: محمود منسي