“بادئ ذي بدء أود أن أشكرهذه الفرصة الرائعة، فلقد تعلمت الكثير ومازلت أتعلم، لقد حظيت بتغير كبير في حياتي في الخمس شهور السابقة. عملي هنا عزز ثقتي بنفسي كثيراً ومنحني الشجاعة كي أصرف النظرعن مدي مكانتي أو حجمي فأنا بمقدوري فعل أي شيئ. أنا فقط أريد أن أشكر تحليكم بالصبر معي وعدم الإنزعاج عند إرتكابي الأخطاء وعملكم معي خطوة بخطوة. أنا ممتن للغاية فقد أصبحت أحب المجئ للعمل كل يوم، شكراً لكم على كل شيئ.. الشركة هي بيتي الثاني..”
المديرة التي شاركت معي هذا كانت تحكي لي القصة وسط دموعها، وتلك القصة كانت تقول أن هناك موظفة قالت “انها حصلت على فرصة” حيث قالت أيضاً أنها في غضون 5 أشهر في هذه الوظيفة كانت الأكثر تفوقاً والأكثر نشاطاً من بين باقي أعضاء الفريق. وعلى الرغم من إستلامها لراتب يُعتبر أقل بكثير من الحد اللأدني للأجور إلا انها كانت ممتنة وسعيدة بوظيفتها الجديدة.
الماس في صورته الخام:
عندما قرأت هذا أخذت أفكر في مئات المرات التي قمنا فيها بإجراء مقابلات شخصية مع مُختلف الأشخاص وبالفطرة قررنا ألا نخطو خطوة إلى الأمام بيد أن هناك تلك المرات اللتي قررنا فيها أخذ الفرصة لأن في بعض الأحيان نجد شيئاً يقول لنا أن هناك من هم بحاجة ماسة إلى فرصة. فما هي إلا فرصة واحدة تكون كافية لتغيير حياة شخص ما تغييرا كلياً. كلنا نعرف هؤلاء الذين يحبطون لأقل وأبسط الأسباب، كان لي صديق يعمل في صناعة تؤدي للهلاك وكان يحمل لقب نائب الرئيس، بات يأساً ومحبطاً للغاية بعد أن أصبح عاطلاً عن العمل لأكثر من سنة. ومن ثم ذهب ليتقدم بطلب وظيفي لوظيفة مساعد إداري بمختلف أشكالها الوظيفية، ولقد أخبرته سلفاً أنه لن يقوم أحد بإعطائه هذه الوظيفة لأنهم يعلمون جيداً أنه يتطلع إلى مجرد عمل ليس إلا، وبمجرد أن تأتي وظيفة أكثر تقديراً سوف يصبح مجرد تاريخ. إنهم يعرفون أنه يتطلع إلى مجرد عقد نمطي حتي يأتيه الشئ الصحيح فيما بعد.
لو أن شخصاً يحتل مكان شخص آخر:
من ناحية أخرى فقد اصبح هناك الكثير من المناقشات اليوم اللتي تتعلق بمدى جودة التوظيف. نحن لدينا بعض التباين في الثلاث أو الستة شهور الخاصة بفترة التدريب. فماذا لو قمنا بقلب هذا راساً على عقب وجعلنا الموظفين يقوموا يتقيمنا كأصحاب عمل، هل ستظل فترة شهر العسل مستمرة كما هي؟
دائماً ما أدعو إلى فكرة أن يقوم جميع المدراء بإجراء المناقشات الحيوية وإجراء مناقشات ثابتة في نهاية كل فترة تدريب. بما أننا كمدراء لدينا كلمتنا الخاص بنا، فلماذا لا نمنح نفس الفرصة لتقاريرنا! وبالطبع هذه المناقشة سوف تأخذ شكل المحادثة وليس التحقيق على الإطلاق. كم عدد الأشخاص العامليين لدينا الذين لربما سوف يستغرقون الوقت لكتابة مذكرة شكر لديك وللشركة لتعيينهم فيها؟ خبرة الموظف نحن كما نتصارع لأجل خبرة الموظف نتصارع أيضاً لخبرة العميل، ولأن الإثنان على نفس القدر من الأهمية، فهذا يتوجب عليه إعطاءنا وقفة. لذا فإن المنظمات سوف تستقبل مذكرة مثل هذه من العميل بكل سرور.
إن هذا النوع من الدلائل يكون مُصاغ بعناية ومُتفق عليه كما أنه يُلاقي إستحساناً، وهذا ما يجب أن يكون عليه الحال مع موظفيننا. وبينما الغالبية العظمى من الموظفين لم يصبحوا شُعراء يلقون كلمات التمجيد والثناء على مكان توظيفهم، يكون من المُشجع قراءة مذكرة كهذه من موظف والتي تفيد مدى سعادة الموظفين بعملهم وإمتنانهم لمديرهم وحكمته وبصيرته (لقول لشئ ما) في مكانه الصحيح. طوال فترة إدارتي الطويلة للموظفين، لم أحظى من قبل بشرف أن يقوم موظف بإرسال مذكرة لي. لذا أنا أشعر بالإمتنان لصديقتي التي أرسلت لي المذكرة لأنها تعرف ذلك (هذا نوعي المُفضل من الأفعال) كما قالت هي.
نحن كمدراء نلعب دوراً مهماً في حياة الأفراد ويجب علينا ألا ننسى هذا أنهم من الممكن أن يقضوا معنا وقتاً أطول من ذلك الذي يقضونه مع عائلاتهم. لذا يجب علينا أن نسعى جاهدين لجعل هذه التجربة مُثمرة قدر الإمكان.
وتنفيذ هذا لا يتم مثل ما يحدث في بعض عهود ومراسيم الشركات أو لمجرد أنه الشئ الصحيح الذي يجب أن يُنفذ. كل شخص نقوم بعصد إتفاق معه يُعتبر أخ أو أخت أو زوج أو زوجة لأحدهم، وأنا على يقين أنك تريد المثل لأحبائك.
المدراء يخلّفون وراءهم إنجازات بينما القادة يخُلفون وراءهم أُناس تحولت شخصياتهم وطريقة حبهم.