صحافة: هدير يحيى بلبع
مراجعة وتدقيق: منى تيمور شحاته
رامز، شابٌ يعمل في مجال التسويق. خريج الجامعة الأمريكية عام 2012، قام بإنشاء مؤسسة لمساعدة ذوي الإعاقة مع أصدقائه اسمها “حلم”.
ما هي “حلم”؟
“حلم”هي مؤسسة هدفها ليس الربح، تعمل على تلت محاور أساسية. أهمها إننا بنشتغل على تدريب وتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة، بمعنى إنها تقدر تميز إن الشخص ده ممكن يشتغل في الجزء ده زيه زي أي أحد أخر. فبنشتغل على توعية الشركات مع فريق الموارد البشرية في الشركات إن إحنا نعرفهم كيفية تعيين حد عنده إعاقة بشكل مظبوط. نحن لسنا مؤسسة بتخدم الأشخاص ذوي الإعاقة، بالعكس، إحنا بنحاول نشتغل معاهم في تغيير المفهوم الغلط تجاههم وده أكبر تحدي أمامنا.
إحنا بنحاول نعمل فيديوهات توعية زي فيديو “متوزودهاش أنا مش كائن فضائي” بطريقة سهلة جدًا وتكون مضحكة، بجانب حملات التوعية في أماكن مختلفة لتوعية المجتمع بشكل عام. والفريق عندنا نصفهم يعانون من إعاقة والنصف الأخر لأ. ومن أهم مشاريعنا أيضًا هو مشروع “انطلق” وده بالشراكة مع شركة فودافون. الفكرة منه هي نزول فريق من عندنا لمكان معين يتم تقييمه وتقديم تقرير باللي المكان محتاجه علشان يكون مجهز لذوي الإعاقة، وبيتم متابعة التغيرات الحاصلة ولو محتاجين مساعدات، ثم بينزل المكان على الموقع الإلكتروني إنه جاهز لاستقبال ذوي الإعاقة.
كيف جاءت لك فكرة هذه المؤسسة؟ ومتى بدأت بها؟
عامة فكرة زي دي بتكون بسبب إن مثلًا حد في العائلة عنده إعاقة، بس بالنسبة لينا فالموضوع كان مختلف. في البداية بدأت أنا وزميلتي أمينة رفاعي، إحنا الاتنين مكنش عندنا حالات إعاقة خالص في العائلة ولكن الفكرة جاءت بطريقة أخرى. سافرت هي ودخلت متحف مظلم تمامًا بحيث إنك غير قادر على رؤية شيء، وبيكون معاك مرشد أعمى بيرشدك حول المتحف، فدي كانت تجربة مؤثرة جدًا بالنسبة لها. بالنسبة لي، أنا مكنش عندي حالة في العائلة ولكن كان لي زميل في الجامعة كانت مشكلته إن الدكاترة الجامعيين مكنوش عارفين إزاي يمتحنوه أو يتعاملوا معاه، وده من الأشياء اللي أثرت فيا بشكل شخصي.
فلما قابلت زميلتي أمينة حكت لي على الموقف ده وأنا حكت لها على موقف زميلي وفكرنا إننا نعمل حاجة وأخذنا قرار فعلًا. الفكرة جاءت من أربع سنين، بس المؤسسة اتعملت من سنتين تقريبًا. بس من 2011 بدأنا عملنا زي نادي داخل الجامعة اسمه “حلم” وهو موجود لحد الآن ولكنه مختلف قليلًا عن المؤسسة.
من أي كلية تخرجت؟ وهل ترى أنها أفادتك كثيرًا سواء في مجال عملك أو في “حلم”؟
تخرجت من كلية “Marketing Communication” في الجامعة الأمريكية بـتخصص فرعي “Antropology”. بالتأكيد الكلية أفادتني كتير ولكن مش الدراسة، ولكن الجامعة نفسها أسلوب الدراسة فيها أفادني كتير لأن مش كل حاجة كانت بالورقة والقلم وامتحانات، فطبعاً علمتني حاجات كتير.
ما هو عملك بجانب هذه المؤسسة؟ وهل هو في مجال دراستك؟
أنا أكرس وقتي كله للمؤسسة ولكن أنا بحب التسويق فبشتغل شوية على الجزء ده لما بيكون عندي وقت وفي نفس الوقت بعمله على مستوى حرفي بإني بشتغل مع شركات وبعملهم حاجات تسويق وإنتاج وهكذا.
هل قمت بأخذ كورسات بعد تخرجك أو ماجستير ليسهل عليك الدخول في مجال عملك؟
بعد ما تخرجت إشتغلت في شركة تدريب واستفدت جدًا وبالطبع خدت كورس، ولكن أكتر حاجة فادتني في شغلي حاليًا هي إننا فوزنا في مسابقتين في الولايات المتحدة الأمريكية، واحدة اسمها “Nigma” وواحدة اسمها “Rive” والاتنين اللي عملهم مجموعة من المصريين عايشين في الخارج من اللي كانوا عايزين يعملوا حاجة لمصر. الاتنين مكنش ليهم جوائز مادية ولكن في المقابل أول مسابقة كانت جائزتها إننا نسافر شهر في أمريكا نقابل خبراء في المجال بتاعنا ونقابل جهات حكومية بتشتغل على الإعاقة وهكذا.
الثانية كانت أقوى بكتير لأنها كانت نفس الجائزة ولكن في بلاد مختلفة، فمثلًا في شهر سبتمبر اللي جي رايحين إلى إنجلترا والبرازيل والولايات المتحدة الأمريكية، وحنقابل جهات مختلفة هناك ونشوف هما إزاي وصلوا للي وصلوله في المجال ده ونحاول نستفيد من خبراتهم وفي نفس الوقت نتأكد من إن العملية اللي إحنا حطنها مظبوطة ولا لأ. الميزة من المنحة إنها أفادتنا كأشخاص وقابلنا خبراء في المجال فده كان بالنسبة لي أقوى كورس.
علمت إنك دخلت الجيش، هل ساعدك أو أضاف لك في حياتك العملية؟
مش أوي بصراحة، مش علشان حاجة ولكن المهارات اللي المفروض يتم تعلمها في الجيش، كان عندي بضعها بالفعل. اللي يدخل الجيش حيخليه يتعامل مع كل الناس لأنه بيقابل كل فئات المجتمع داخل الجيش وأنا كنت عارف إن دي أشياء موجودة في شخصيتي وإني بعرف أتعامل مع أي شخص، فلم يفيدني في الجزئية دي. وفي نفس الوقت كنت في نادي جيش، فالمكان اللي تواجدت فيه مكنش فيه تدريبات بدنية لأني مسكت منصب في الشق الإداري لأني كنت من القلائل اللي بيعرفوا يقرئوا ويكتبوا فممكن عشان السبب ده استفادتي لم تكن كبيرة، ولكن في ناس تانية ممكن تكون وضعت في أماكن أخرى يكونوا استفادوا بيها أكتر من استفادتي بالجيش.
هل أثر عملك ومؤسسة “حلم” على حياتك الأسرية أم العكس؟
طبعًا أي شخص بيدخل مجال الشغل، كل ما المسؤوليات على عاتقه تزيد فيقل وقته للناس الأخرى والناس حوله أو مع العائلة أو للرياضة أو مع أصدقائه بيبتدي يقل بشكل تدريجي وده شيء طبيعي. ولكن ممكن عليا أنا زيادة شوية لأن “حلم” كبرت جدًا في وقت قصير جدًا. السنة الماضية كان في موظف واحد ولم يكن أنا، ولكن السنة دي إحنا عشرين موظف، فعادة أي شيء بيكبر بسرعة بيبقى خطر فبالتالي بنحتاج نكرس له وقت كتير جدًا عشان ميقعش وطبعًا ده واخد وقت مني، لأني أحيانًا ببات في “حلم” فأكيد بيأثر طبعًا.
هل كان لعائلتك دورٌ في تشجيعك لتصل إلى ما أنت عليه الآن في “حلم”؟ أم عارضوك في بداية الأمر؟
طبعًا أكيد 100% ساعدوني. في البداية الفكرة كانت مثيرة لاهتمامهم وبيشجعوني ولكن كانوا قلقانين من فكرة المؤسسات أو الجمعيات لأن المفهوم هنا إنهم أقل قيمة من الشركات وإن ممكن أي شخص يشتغل فيهم فبالطبع كانوا قلقانين جدًا، خاصة إني كنت في منصب كويس في شركة وكنت ناوي أسيب الشغل وأكرس وقتي للمؤسسة فقط وكانوا بيشجعوني في “حلم” ولكن إني لا أترك الشركة لحد ما “حلم” تكبر شوية. كنت شايف إن “حلم” مش حتكبر بالشكل ده وهم عامة مش بيتدخلوا في قراري وبيشجعوني عليها، ودلوقتي شايفين إن ده كان قرار صح وبيشجعوني عليه.
هل سافرت خارج مصر سواء للدراسة، للعمل أو للسياحة؟ وهل ترى أن السفر يفيد بشكل عام؟ كيف؟
سافرت للبرنامج في أمريكا وكان يعتبر شغل وكنت بتعلم منه لكن مسافرتش لأخذ ماجستير أو دكتوراه وسافرت عدة مرات كفسح وزيارات. السفر مفيد لأنه يعرضك لحاجات جديدة وبتشوفي ناس جديدة.
هل لديك مواهب؟ هل ترى أنها أثرت عليك في مجال عملك؟ كيف؟
مش متأكد إذا كان عندي مواهب لأني لا أملك مواهب موسيقية ولا غنائية ولكن ممكن بحب التصوير شوية لأني كنت بصور لفترة طويلة بس بالطبع معنديش وقت أعمله، بالإضافة إني زمان كنت بحب ألعب كرة قدم كحارس مرمى.
ما هي رياضتك المفضلة؟ وهل تمارس رياضة معينة؟ وهل ترى أن الرياضة من الممكن أن تؤثر على الشخصية سواء من الناحية الفكرة أو العملية؟
أنا عامة بحب أي رياضة جماعية ونفسي أمارس رياضة ولكن مفيش وقت. بلعب كرة قدم تقريبًا كل أسبوعين أو على حسب وأي فرصة بلاقي وقت ألعب رياضة فبلعب. معنديش مشاكل أي فرصة تيجي ألعب أي رياضة، مثل الكرة الطائرة والسكواش وأي حاجة ولكن متكونش مملة. طبعًا ده بيأثر لدرجة إن في الكثير من الأبحاث أثبتت إن الرياضة بتنشط المخ وتجعل الواحد يقدر يركز أكتر. بجانب إن معظم الرياضيين بيكونوا شاطرين جدًا مش بس في الرياضة ولكن كمان في شغلهم وأكبر مثال على ده هي كارولين أختي، كانت بطلة تايكوندو وفي نفس الوقت كانت مديرة موارد بشرية ونائب في البرلمان.
بماذا تنصح الشباب الجامعي ليكن سهل عليهم الدخول في مجال العمل؟ وهل من ضمن تلك النصائح أن يحاولوا العمل خارج مصر أم لا؟
أنصحهم “ميدلعوش”، يعني أنا شايف ناس كتير بتتخرج وبتدلع، بمعنى إن ناس كتيرة جدًا بتكون متخرجة من الجامعة الأمريكية وبتكون واضعة نطاق للمرتب بتاعها إنهم مش حيقبلوا شغل إلا لو كان المرتب في حدود الثلاث أو الأربعة ألاف جنية. أنا شايف إن الواحد لازم يبدأ أول ما يتخرج لأن أول سنة دي لو مرت في البيت بتطول أوي فأي فرصة تيجي بتفيد جدًا ولو بنسبة صغيرة. أحسن كتير من الناس الملتزمة للبيت من غير أي استفادة.
الحاجة التانية إنهم يضعوا أمامهم هدف معين ويحاولوا الوصول إليه، وطبيعي الواحد حيقابله مشاكل لتحقيق الهدف ده. مش بحب فكرة التعميم إني أقول كل الشباب يشتغل خارج مصر لأن بعض الناس من الممكن إن يكون عندهم وظيفة أو شايفين إنهم ممكن يشتغلوا وفي ناس تانية هنا بس عامة أنا ضد فكرة إن مفيش شغل في مصر لأن فكرة البطالة معناها إن هناك ناس مؤهلة ولكن مفيش وظائف، لكن إحنا في مصر في وظائف ولكن في ناس مش عايزة تشتغل في الوظائف دي، فلما نوصل لمرحلة إن كل الوظائف تكون شاغرة نقدر نقول لكن دلوقتي لأ.
ممكن خارج مصر في وظائف أفضل ولكن ده لا يعني إن هناك بطالة، وعلى فكرة المتكاسل هنا حيسافر في الخارج حيكون متكاسل برضه، ميفكرش إن الحياة حتكون وردي ويقدر يحقق أحلامه كلها. واللي باستطاعته النجاح في الخارج فممكن ينجح هنا ولكن بشكل عام الاختيار شخصي واللي عايز يحقق حاجة فحيحققها.
ما هو لونك المفضل؟ وما هو برجك؟ وهل ترى أنه من الممكن أحيانًا تحديد شخصية المرء من خلال اللون أو البرج؟
لوني المفضل هو الأزرق وبرجي هو الميزان، ولا أقتنع بتحديد الشخصية من خلال الحاجات دي مطلقًا.
هل تحب الموسيقى؟ وما هي نوعها؟ وهل ترى أنها أيضًا من الممكن أحيانًا أن تؤثر على الشخصية؟
بحب الموسيقى بشكل عام وبيكون على حسب المزاج، بمعنى لو بشتغل فبحب أسمع موسيقى من غير غناء، ولو قاعد عادي ممكن أسمع أغاني عادي، بس مش بحب الأغاني الدوشة. مش بتفرق أنواعها أو لغاتها ولكن أكيد بفضل العربي والإنجليزي لأن دي اللغات اللي أعرفها كويس عشان أكون فاهم إيه اللي بيتقال ولكن أكيد كل فترة بسمع أغنية فرنساوي أو برتغالي ولكن كل فين وفين.
ممكن تتحدد ساعات بمعنى لو حد دايمًا بيحب يسمع أغاني نكدية ولكن برضه أعتقد لأ لأن الواحد بيسمع الأغاني على حسب المزاج اللي هو عايش فيه حاليًا، فلا أظن لدرجة تحديد الشخصية لأ، أعتقد دي كبيرة شوية.
ما الذي تنوي أن تربي عليه أبنائك في المستقبل؟ هل هنالك مبادئ معينة تريدهم التحلي بيها؟ وهل ترى أنها مناسبة في زمننا الحالي؟
أنا ممكن أختلف على إن الجيل ممكن يغير المبادئ، بمعنى إن المبادئ اللي أهلي مربيني عليها في منهم كتير صح وممكن أربي أولادي عليها ولكن أهم حاجة أنا شايف إن المفروض أربيهم عليها إن أعودهم إن مخهم يفضل على طول زي الأطفال بالظبط من ناحية الأطفال دايمًا عندهم إبداع، مفيش حد يقدر يعملها مثلًا إنه ياخد ملاية ويعملها كأنه سوبر مان ويقتنع بكده فعلًا. فدي الحاجة اللي حاسس إني لازم أعلمها لهم، إن مفيش شيء ميقدروش يعملوه ولا يضعوا حواجز أمامهم لو عايزين يحققوا حاجة بسهولة.
ما هي خطتك المستقبلية؟ وما هو هدفك الذي تسعى لتحقيقه؟ وهل له علاقة بـ”حلم”؟
المستقبل اللي شايفه حاليًا فيه حاجات قريبة المدى وحاجات تانية بعيدة المدى. في قريبة المدى، إن حلم يكون كل حاجة ليها عملية ومعروفة بتتعمل كيف وكل فريق موجود في المؤسسة يكون عارف هو بيشتغل إزاي وهكذا طبعًا إني أكبرها أكثر وأكثر إنها تكون من المؤسسات اللي بتبقى لها قوة مش فقط في مصر ولكن أيضًا في الشرق الأوسط والعالم كله.
الحمد لله إحنا حاليًا بدأنا نكبر وبنشتغل مع حكومات مختلفة ووزارات مختلفة على المشروع الخاص بنا وهما بيستفيدوا من خبراتنا واحنا كمان بنستفيد منهم. أعتقد الهدف الخاص بي أو حلمي إن نفسي إن كل المشاريع اللي شغالين عليا تنجح وليس بالضرورة في مؤسسة خدمية خاصة بأي شخص عنده إعاقة، ويكون كل شيء جاهز لهم في المجتمع ومفيش أي مشاكل بالنسبة لهم.