بقلم: عبدالرحمن عثمان
التعريف بالكاتب
باتريك لينسيوني هو مؤسس ورئيس شركة تابل جروب التي تقدم الإستشارات الإدارية لكبرى الشركات والمؤسسات، وتتميز بتخصصها في مجال تطوير المجالس التنفيذية للشركات والمساعدة في خلق بيئة عمل نقية وناجحة. كما انه مؤلف لخمسة كتب من أشهر الكتب التي لاقت إقبالا ً ونجاحا ً شديدين في أمريكا وأصبحوا من أكثر الكتب مبيعا ً في الإستفتاء الذي تقوم به مجلة نيويورك تايمز، كما أنه يتم الإستعانة بإستشاراته من قبل شركات كبرى مثل شركة مايكروسوفت وشركة ساوث ويست إيرلاينز وشركة فيدكس وغيرهم
موضوع الكتاب
الكتاب عباره عن قصة قصيرة تدور حول القيادة وبالأخص القيادة التنفيذية أو منصب المديرالتنفيذى وهى تصلح لأي مدير تنفيذي أو مدير ورئيس قسم معين في إحدى الشركات أو أي شخص في منصب إشرافي وقيادي
القصة تدور حول رجل في منصب مدير تنفيذى لم يكمل سنة في منصبه ولكنه يعانى كثيرا ً من إضطرابات في العمل وسيتعرض إلى إجتماع، في هذا الاجتماع مجلس الإدارة سيناقش النتائج التى حققها خلال توليه المنصب لمدة سنة وسيتم تقييمه على هذا الأداء وتلك النتائج وبالتالى سيصدر قرار في أمره وهو إما أن يكمل في منصبه وإما أنه سيتم إبعاده وذلك لعدم تحقيقه أهداف ورؤية الشركة
ومن هنا يشعر بطل القصة بالإضطراب وتشوش وهذا يؤثر على صحته وعلى علاقته بزوجته وأولاده وأسرته، ويشعر أن الإدارة هى شىء معقد جدا ولا يمكن إستيعابه، وفى أثناء ذهابه إلى ذلك الاجتماع يواجه مشكلة زحمة السير وتعطل أحد الكبارى وبالتالى يقرر على مضض منه أن يقوم بركوب مترو الأنفاق، وفى أثناء ركوبه ذلك المترو يجلس بجواره رجل كبير في السن وذو ملابس عادية وغريبه، ويبدأ ذاك الرجل الكبير والذى يبدو عليه الحكمه يبدأ كلامه مع بطل قصتنا ويحاول مساعدته في معرفة أخطائه الفكريه والتى جعلته يعانى في حياته العملية والمهنية مما أثر على باقى جوانب حياته
القصة مرتبه في تسلسل حيث ان كل فصل يحتوى على خطأ من الأخطاء التى يقع فيها القادة وبنهاية الكتاب يوجد ملخص وفصل آخر خاص بالتقييم حيث يمكننا ان نعرف هل نحن أيضا لدينا تلك المشاكل أم لا
الكتاب صغير جدا يمكنك أن تنتهى منه في جلسة او جلستين على الأكثر ولكن برغم حجمه الصغير إلا موضوعه مهم جدا
من الفصول التى أعجبتنى كثيرا ً الفصل الأول والخطأ الأول، ويشرح فيه الرجل الحكيم للمدير التنفيذى أن هناك قادة يتمسكون بالمنصب أكثر من تمسكهم بقدرتهم على تحقيق النتائج للشركة
وهذا ما تمت مناقشة ومعالجته في كتاب آخر للخبير الإدارى جيم كولينز في كتابه الشهير
Good to Great
وقال أن القادة ذو المستوى الخامس وهو أعلى مستويات القيادة، حينما يكون هناك خطأ فهم يلومون أنفسهم بدلا من لو الأخرين وكأنهم عند وقوع خطأ ما ينظرون للمرآه، وحينما يقومون بشىء إيجابى ويحققون النتائج والأهداف الخاصه بالشركة فهم يشكرون فريق العمل وكأنهم ينظرون من النافذة
للأسف الشديد تعاني أغلب الشركات الخاصة والشركات العامة والحكومية من هذا الخطأ وهناك قادة يعانون لأنهم من هذا النوع والذي يكون تركيزه وحرصه موجه فقط للحفاظ على منصبه بدلا من تركيز جهوده إلى تحقيق النتائج والأهداف
هذا الكتاب رائع انصح بقرأته بشده
مراجعة: محمود منسي