بقلم: دكتور بهاء لاشين
حينما كانت بيئةُ اَلعَملِ هي الأصلُ في نموِ اَلشَّرِكاتِ وازدهارها كَانَ مِنْ اَللَّازِمِ تَطوِيرُهَا وَالْعَمَلُ قُدُمًا عَلَى اِرْتِقَائِهَا بالموظفِينَ اَلَذِين هم عمادُ اَلشَّرِكَاتِ وَالْمُؤَسَّسَاتِ سواءٌ كَانَتْ حُكُومِيَّةً أَوْ خَاصَّةٍ وَالطَّاقَةِ اَلَّتِي تُولِّدُ الأفكَارُ لِنُمُوِّهَا وَاسْتِقْرَارِهَا فِي ظِلِّ اَلْمُتَغَيِّرَاتِ اَلَّتِي تَعْصِفُ بِهَا فِي مَوْجٍ مُتَقَلِّبٍ مِنْ اَلتَّغَيُّرَاتِ اَلْعَالَمِيَّةِ صُعُودًا وَهُبوطًا يلزمهَا رُبَّانٌ مَاهِرٌ (اَلْمُدِيرُ) يَقُودُهَا وَطَاقِمِ مُنْتِجٍ وَمُبْدِعٍ وَهُمْ اَلْمُوَظَّفُونَ لِلْوُصُولِ بِهَا إِلَى بَرِّ اَلْأَمَانِ وَالِاسْتِقْرَارِ وَانْطِلَاقًا إِلَى آفَاقِ مِنْ اَلنَّجَاحَاتِ وَالْإِبْدَاعِ. مِنْ هُنَا أَطَلَّتْ عَلَيْنَا فِي اَلْأُفُقِ شَمْسٍ جَدِيدَةٍ وَهِيَ اَلْمَوَارِدُ اَلْبَشَرِيَّةُ اَلْخَضْرَاءُ لِتَكَوُّنِ أَحَدِ اَلْمَنَاهِجِ القوِيَّةِ فِي تَوْجِيهِ مَسَارِ اِسْتِثْمَارِ اَلْقُوَى اَلْعَامِلَةِ بِنَهْجٍ صَحِيحٍ يَدْعَمُ نُفُوسَهُمْ وَيَسْتَغِلُّ طَاقَاتِهِمْ وَإِبْدَاعَاتِهِمْ لِلرُّقِيِّ بِهُمْ إِلَى مُسْتَقْبَلٍ مُشْرِقٍ مِنْ الإِبدَاعِ وَالتألقِ الذي ينعكِس بعدَ ذلِك عَلَى أُسَرِهِم اَلَّذِينَ هُم نَوَاةُ المتَجَمِّعِ وَأَمَلَ اَلْأُمَمَ
وَرَسَمَ عُلَمَاءُ اَلنَّفْسِ عَلَاقَةَ مَا بَيْنَ اَللَّوْنِ اَلْأَخْضَرِ وَالرَّاحَةِ اَلنَّفْسِيَّةِ وَالِاسْتِقْرَارِ وَالطُّمَأْنِينَةِ وَمِنْ هُنَا كَانَ اِنْطِلَاقُ هَذَا اَلْمَعْنَى الجَمِيلِ لِيُشَكِّلَ رُوحًا جَدِيدَةً فِي اَلْعَمَلِ تَعْمَلُ عَلَى تَحْسِينِ اَلْبِيئَةِ المُحِيطَةِ بِالْمُوَظَّفِ مِنْ كُلِّ جَوَانِبِهَا وَحَيْثِيَّاتِهَا. اِبْتِدَاءًا مِنْ مَكَانِ اَلْعَمَلِ وَمُلَائِمَتُهُ لَهُمْ وَانْتِهَاءِ بِتَعْدِيلِ سُلُوكِيَّاتِهِمْ وَطَرِيقَةِ تَفْكِيرِهِمْ لِخَلْقِ جَوٍّ يُسَاعِدُ عَلَى اَلْإِبْدَاعِ وَزِيَادَةِ اَلْإِنْتَاجِيَّةِ وَيَنْعَكِسُ بِذَلِكَ عَلَى نُمُوِّ اَلشَّرِكَاتِ وَالْمُؤَسَّسَاتِ وَاسْتِقْرَارِهَا بَلْ وَزِيَادَةٍ عَلَى ذَلِكَ يَدْعَمُ دَوْرُهَا اَلرِّيَادِيُّ فِي اَلْمُجْتَمَعِ بِتَغَيُّرِ اَلسُّلُوكِ وَالْفِكْرِ لِيُكَوِّنُوا أَكْثَرَ اَجَابِيَّهْ وَوَاقِعِيَّةُ لِخِدْمَتِهِ وَتَحْسِينِ أَوْضَاعِهِ إِلَى اَلْأَفْضَلِ أَخْلَاقِيًّا وَاقْتِصَادِيًّا. وَخِتَامًا اَلْمَوَارِد اَلْبَشَرِيَّةِ اَلْخَضْرَاءِ بَارِقَةَ أَمَلٍ جَدِيدَةٍ تُبْحِرُ سَفِينَتَهَا نَحْوَ اَلتَّمَيُّزِ وَالْإِبْدَاعِ