حوار صحفي مع / منى فتحي – موظفة بمجال الموارد البشرية
أولاً نود أن نتعرف عن حياتك المهنية وتاريخك الوظيفي وأهم المبادرات التي قمت بها.
بدأت عملي في مجال الموارد البشرية بعدما تخرجت في عام 2007 وكان يحالفني الحظ حيث أنني تعلمت في شركةٍ ما زال قسمها يبنى وكان مكانها في منطقة برج العرب. وأتذكر أني أول ما تخرجت، كنت أبحث في كل الشركات لكي أعمل في أي منصب، المهم أنني ذهبت من مكانٍ لأخركي أكتسب خبراتٍ من مجالات مختلفة. وفي خلال هذه الفترة كنت أنشئ مبادرات لخدمة المجتمع المدني، منها أننا كنا نعمل مشروع اًلمحو الأمية للعمال بالمصانع بالإضافة إلى تنظيم زيارات لطلبة المدارس لزيارة مصانع برج العرب،هذا غير محاولة توظيف الشباب الخريجين بالعلاقات المكونة مع العاملين بالموارد البشرية في المصانع الأخرى.
ممكن شرح هذه المعادلة وما هو السبب في اختيارك لمجال الموارد البشرية عن مجال المحاسبة في بداية مشوارك الوظيفي وبدون خوض تجربةمجال المحاسبة؟
حينما دخلت قسم المحاسبة فكنت مثل أي شابٍ يفكر في سوق العمل وما يتوفر فيه من وظائف للمحاسبين، وأن فرصهم في العمل تزيد عن باقي الأقسام، ومع أني كنت أحصل على درجات جيدة في مواد المحاسبة، إلا أن شغفي كان يكمن في المواد المتعلقة بإدارة الأعمال مثل التسويق والسلوك التنظيمي وبالطبع الموارد البشرية.
2-كيف عرفت أن مجال الموارد البشرية هو الاختيار الأصوب لك؟
من طبيعة شخصيتي أني أحب التعامل والتواصل مع الأفراد واكتشاف شخصيتهم. ومنذ أيام دراستي سواءً في الكلية أو المدرسة كانت مساعدة الناس من الأشياء التي كنت أفضلها سواء بمشاركتي في اتحاد الطلبة أو في جمعية كاريتاس. من الممكن أن بدايته كانت بالصدفة ولكن حينما وجدت أني أستمتع به فقررت أن يكون هذا هو مجال عملي.
3- ما هى الأسباب الرئيسية للاهتمام والرغبة في دخول مجال الموارد البشرية سواء للطلاب الخرجيين الجدد من مختلف الكليات والأقسام المختلفة أو للموظفين ممن يريدون تغيير وظائفهم الحالية إلىالموارد بشرية؟
من وجهة نظري أن اتجاه معظم الشباب إلى دخول هذا المجال لأنه مجالٌ جديد في المؤسسات مما يوفر لهم فرص عمل أكثر. ولكني من وجهة نظري أن هناك مجالاتٍ أخرى من الممكن للشباب محاولة التعرف عليها مثل التخطيطوالمشتريات واللوجستيات وغيرها لأن هذه المجالات كنا نبحث ولم نجد عمَّن يشغلها في شركاتنا. أنا لا أقول لكي أقلل من المنافسين أو حدة التنافس في مجال الموارد البشرية، إطلاقاً، ولكن ربما لإن موظف الموارد البشرية يجب أن يكون عنده الكثير من المواصفات مثل الصبر، الهدوء، المثابرة، الإقناع، حب الناس والكاريزما، فليس أي شخصٍ بمقدوره أن يجد نفسه في هذا المجال وأن ينجح فيه.
4-ما هى المعايير اللازمة فى موظفالموارد البشرية المتميز من وجهة نظرك الشخصية؟ وكيف يمكن قياس نجاح هذه المعايير؟
أولاً العلم، يجب أن يكون على قدرٍ جيدٍ من الفهم في المجال وقوانين البلد. ثانياً الشخصية، يجب أن يتمتع بشخصيةٍ قوية ولا يظلم أحداً، وأن يكون صريحاً ولكن في حدود المسموح به، بمعنى أن يكون عنده المقدرة على التواصل الجيد مع الإدارة العليا والموظفين ولكن أيضاً بالمصارحة لإن في حالة إحساس أحد الطرفين بكذبه فسوف يفشل.
5- كم عدد المقابلات التي أجريتها على مر تاريخك المهني؟ وما هى المقابلة التى لم تنسها فى حياتك؟
حوالي خمسين مقابلة، والمقابلة التي لن أنساها كانت مع شريكتي الحالية آية محمد وكانت رائعة في المقابلة، ولكني شعرت أن مؤهلاتها أكبر من الشركة الي كانت ستتعين فيها، ومن هنا بدأت علاقتنا.
6- هل يمكن الحكم النهائي على السير الذاتية لدى المرشحيين للوظائف من أول مرة؟ ولماذا؟
السيرة الذاتية معيارٌ وليس مقياس لأنِّي أفضِّل المقابلات الشخصية والاختبارات العملية عن التقييم فقط من قِبل السير الذاتية لأن منها ما يكون فيه مزايداتٌ أو غير معبرٍعن مؤهلات الفرد.
7- ما رأيك فيالحكم على المرشحيين للوظائف من خلال أسئلةٍ لها علاقة بالرسم أو الكتابة لمعرفة نوعية الشخصية وتحليلها وهل هذه الاسئلة مبنية علىأساسٍ علمي وتطبق على مستوى العالم أم هل هذا نوع من المزايدة حتى يكونوا مختلفين وبالتالي يريدون ممن يتم تسميتهم بالمبدعين؟
هذا يعتبر أسلوب من أساليب تحليل الشخصية وخاصةإذا كانت الوظيفة المقدم عليها تتطلب نوعاً من أنواع الإبتكار أو التفكير خارج الصندوق، وعالمياً هناك إختباراتٌ عديدة لتحديد نوع الشخصية وهذا مهم لكي لا يحدث عدم إستقرار في العمل بعد التعيين في الوظيفة.
8- لماذا مفهوم دور الموارد البشرية مفهوم غير واضح في الحياة المهنية في مصر حتى الأن؟ وما هو السبب الحقيقي وراء ربط الموارد البشرية بموظف شؤون العاملين؟
فَهم البشر بشكلٍ عامٍ ليست عملية سهلة. الموارد البشرية لكي تنجح، يجب أن يكون هناك تفكير إستراتيجي من قبل المؤسسة وللأسف معظم المؤسسات تفكيرهم فقط يقتصر على الربح وليس إستراتيجية الربح، ومن المؤسف أيضاً أنهم لا يروا أن العامل البشري هو مقوم من مقومات نجاح المؤسسة ولذلك لا يهتم أصحاب الأعمال بقسم الموارد البشرية، لذلك يتم حصر دور الموارد البشرية في شؤون العاملين والرواتب والحضور والإنصراف.
9- هل تطوعتي في أي عملٍ تطوعي سواء أيام الدراسة الجامعية أو في أيام العمل؟ وما رأيك في دور الموارد البشرية في العمل التطوعي للطلاب أو المؤسسات الخيرية والإدارة في العمل الميداني؟
حينما كنت في الثانوية، كنت مع جمعية كاريتاس وكنت من ضمن المشروع الخاص بعلاج الإيدز ومساعدة الأطفال المعاقين. أم عن الكلية، فاشتركت مع اتحاد الطلبة ونظمنا عدة أحداث وكنت من منظميها. بجانب أني كنت مع صناع الحياة في أنشطة محو الأمية من خلال عملي في مصانع برج العرب، وأخيراً كوّنت أكبر تجمع للعاملين بالموارد البشرية، نتشارك فيه خبراتنا من خلال عمل ورش عملٍ عملية وأيضاً إيجاد فرص عمل للشباب.
10- بالنسبة لمبادرة مجتمع الموارد البشرية بالإسكندرية، كيف بدأت الفكرة وما هي الأنشطة التي تقدمها؟ وما هي أسباب التعاون مع صالون تكبير للأعمال والإدارة؟ وماذا سوف ينتج عن هذا التعاون؟ وما هو الجديد هذا العام؟
بدأت حينما دخلت المجال وقررت الدراسة فوجدت أنها أبعد ما يكون عن ما يطبق في الشركات، لهذا قررت أن أستعين بخبرات ممن مارسوا العمل بأنفسهم وهكذا بدأنا التنظيم. وفعلاً هذا التجمع أفادنا كثيراً في نشر الخبرة حتى مشاركة السير الذاتية المتوفرة بين الشركات وبعضها مما يوفر على الشركة وعلى ممن يريدون العمل. ننوي أيضاً عمل مفاجأة قريباً ولكن لن نعلن عنها إلى حين إكتمالها.
11- ما هي الحلول الإبداعية والمبتكرة التي يمكن تنفيذها على أرض الواقع لحل مشاكل الموارد البشرية بشكلٍ خاص ومشاكل الإدارة والقيادة بشكلٍ عام؟
محاولة إيجاد هدف الشركة للربط بينه وبين أهداف الإدارات والعمل على الوصول إلى هذا الهدف من خلال الموظفين، فمجرد الوصول لهذا سيسهل حل المشكلة على جميع الأطراف.
هل لي أن أن ىما هو الدرس الأغلى في حياتك المهنية والشخصية التي تعلمته من خلال الموارد البشرية؟
أنه حتى لو لم يكن هناك عملٌ واضحٌ أمامنا، يجب علينا أن نسعى وهذا مهما كان يضاف إلى خبراتنا. أيضاً إذا كان لديك مشكلة مع رؤسائك فاصبر، لإن لا شئ يدوم وكل مشكلة سوف تمر، فيجب عليك أن تصبر ولا تيأس لإن كل مشكلة سوف تحل.
