صحافة: محمود منسي
الطلوع على المسرح ليه هيبته، لانه مش زي السينما. انت عارف انها يا بتصيب يا بتخيب، اللقطة أو طلوعك في المشهد هيتكرر مرة واحدة بس فلازم يطلع صح وده لوحده ضغط جامد.. أعضاء الفريق لازم يكونوا على وفاق اغلب الوقت ويهمهم نجاح العرض أكتر من النجاح الفردي لأن مفيش نجاح فردي طول ما الراقص\الراقصة بيرقصوا ضمن فريق..
أمنية نجم
مجلة ثورة الموارد البشرية: كجمهور بيروح للأوبرا ويحضر عرض الباليه بنستمتع بالعرض جدا بس بنكون مش عارفين الصعوبات والتحديات اللي بتمر بها فرقة الباليه. ممكن تحكيلنا على التحديات دي يا أمنية من خلال خبرتك في المجال؟
أمنية نجم: الناس بتفتكر ان دي حاجة سهلة جدا انك تقف علي مسرح بشكل خاص وانك ترقص باليه بشكل عام لكن ميعرفوش اني عشان اطلع علي المسرح لمدة نص ساعة ولا ساعة بمشاهد متقطعة، المشهد الواحد منهم عبارة عن دقيقة بالكتير بتدرب بال 6 و9 شهور بشكل مستمر وبتمرن لوحدي في البيت علي العرض وعلى اللياقة والمرونة البدنية بشكل عام وبراقب أكلي جدا.
الطلوع على المسرح ليه هيبته، لانه مش زي السينما. انت عارف انها يا بتصيب يا بتخيب، اللقطة أو طلوعك في المشهد هيتكرر مرة واحدة بس فا لازم يطلع صح وده لوحده ضغط جامد.
التوتر الشديد الي بيتعرض ليه راقص\راقصة الباليه كفيل بانه يبوظ كل حاجة لانه بلاشك انا اتدربت لشهور وحفظت الرقصة بتاعتي كويس بس في تفاصيل كتير لازم ابقي مهتمة بيها زي الدخلة بتاعتي يعني امتي ادخل وانهي tone في المزيكا هدخل قبله او بعده، احافظ علي المسافات بيني وبين زمايلي واهم قاعدة ان لازم عيني علي زمايلي كلهم عشان الحركات او بمعني اصح التحركات الفردية تبقي متوازنة وفيها سيميترية لو ده المطلوب. التحدي هنا في انك توقف عقلك عن الاحساس بالتوتر لان التوتر بيقلل نسبة الاكسجين الي بتروح للعضلات وبالتالي جسمي هيضعف، ده غير انه بيشتت العقل فيما معناه اني هفقد تركيزي وبالتالي العرض يبوظ.
مجلة ثورة الموارد البشرية: كفرقة باليه ازاي بتعرفوا تكونوا التوافق والانسجام ده وقت العرض؟ وازاي بتقللوا من نسبة المخاطر؟
أمنية نجم: أعضاء الفريق لازم يكونوا على وفاق اغلب الوقت ويهمهم نجاح العرض أكتر من النجاح الفردي لأن مفيش نجاح فردي طول ما الراقص\الراقصة بيرقصوا ضمن فريق. كلنا بنعرف حركات بعض وحتي الرقصات الفردية بتاعت بعض برضه. البعض بيقرر يحفظها حتي لو مش مطلوب منه يأديها والبعض التاني بيكتفي بس بالمعرفة وده بيخليك طول فترة العرض في الكواليس واعي جدا بدور كل واحد وبالتالي بتقدر تسيطر اوي علي دورك.
الخطر اغلب الوقت علي المسرح في ان اتنين يخبطوا في بعض سواء بالجسم كله او بطرف معين زي الايد او الرجل في اي حركة عنيفة شوية. فا عشان نحد من ده بنحافظ علي المسافات الامنة بينا وبين بعض وادي دايما مساحة ازيد شوية لزميلتي عشان هي تكون براحتها وانا كمان براحتي ونعرف بأدي ادوارنا كويس.
نقطة كمان وهي خطورة ان الراقصين يخبطوا في بعض علي بداية الكواليس. فا احدي اهم القواعد ان محدش يقف في الكواليس الا لو دخلته الي جاية علطول وحتي لو هيدخل على المسرح فالازم يسيب مساحة معقولة في الكواليس للراقص\الراقصة الي خارج من المسرح.
مجلة ثورة الموارد البشرية: تعتبر ممارسة رقص الباليه نوع من أنواع الفن والرياضة، وده ليه تأثير على الشخصية.. لو أنتي بتشتغلي في مجال الاتش ار والتوظيف بشكل أخص في شركة ما ومن ضمن المتقدمين للوظيفة كان/كانت راقصة باليه، ايه المميزات اللي ممكن تكون متواجدة في الشخص ده؟
أمنية نجم: ده سؤال حلو اوي، في حاجات كتير بتتأصل في شخصية الراقص\الراقصة من غير ما ياخدوا بالهم والي مرييت بيه شخصيا، اني مش بفقد الامل في اي حاجة وده جه من الباليه لان كتير بنبقي بنتعلم حركة جديدة وتبقي صعبة جدا او خارج حدود قدراتي لكن بتعلم مع الوقت ان اول مرة مش هتطلع صح ولا تاني مرة ولا تالت بس ممكن تيجي رابع وممكن تتظبط اكتر في خامس مرة وممكن اعرف اعملها كويس اوي بعدها بشهر، فا اهم حاجة اني افضل احاول لاني فعلا اقدر فا دي حاجة حلوة اوي موجودة في شخصيتي من الباليه وهي الاصرار.
التوافق البدني والذهني والقدرة علي ان اعمل وافكر في كذا حاجة في نفس الوقت لان في الباليه احنا مطالبين نفكر ونخطط ونتخيل الحركة ونرتبها في دماغنا قبل ما نُقدم عليها وبعدها نشغل العقل مع الجسم وفي حركات معينة بنشغل الرجل عكس الايد لكن في نفس الوقت.
التركيز كمان لأبعد الحدود.
مجلة ثورة الموارد البشرية: أمنية في الأول بدأتي شغفك تجاه الكتابة الإبداعية والأدبية، ودلوقتي اتجهتي لمجال كتابة الإعلانات بشكل مهني، ممكن تقوليلنا ايه أهمية كتابة الاعلانات للشركات وتأثيرها على المجال بشكل عام؟
أمنية نجم: أنا لسه بحب جدا الكتابة ومحافظة على وقتي كل يوم الي بكتب فيه لكن كتابة الاعلانات هي شغفي ككارير. كتابة الاعلانات مهمة جدا للبيزنس والمجتمع لانها بتشكل تفكيره وتحدده زي ما هي عايزه وساعات كمان بتوجهه لاختيارات معينة فا كأنك بتتحكم في الاشخاص بس بطريقة غير مباشرة، أنا بس بحب كتابة الاعلانات عشان هدفي ابقي دايما بكتب لبراند عنده قيم بيحاول يوصلها للمجتمع ومش لاقي الكلمات المناسبة.
مجلة ثورة الموارد البشرية: في شركات كتير مدركة أهمية كتابة الإعلانات، بس ممكن يواجهوا تحدي في اختيار شركة الإعلانات أو الفريلانسر المناسب، ايه ممكن تنصحي بيه الشركات دي يساعدهم في الاختيار؟
أمنية نجم: نصيحتي ان مش شرط تروح لاكتر واحد مشهور ولا شرط انك تروح لأكتر واحد سعره عالي ولا كمان الي عمل كل انواع الاعلانات، ممكن يبقي كل ده موجود لكن ميقدرش العميل يلاقي ارض وسط للتفاهم والتواصل مع الكاتب فا نصيحتي انه اكيد يشوف شغله القديم ولازم يتكلموا مع بعض عن رؤيته للبراند ويفكروا سوا ولو العميل حس ان في امكانيات للتواصل والتفاهم والاراء المشتركة حوالين البراند فا ده اختياره الانسب. نصيحتي ان يختار الكاتب المرن الي معندوش مانع في النقد والغير متحيز لشغله والي عنده موهبة.
مجلة ثورة الموارد البشرية: خلال دراستك الجامعية قررتي انك تغيري مجالك، وده قرار شجاع جدا. ممكن تحكي القصة لينا وازاي اتخذتي القرار ده؟ وايه نصايحك للطلاب عامتاً علشان يلتحقوا بمجال الدراسة المناسب لهم؟
أمنية نجم: انا بعد ما خلصت ثانوية عامة، كان نفسي ادخل فنون جميلة وقبلها كان نفسي طب “الحمدلله ان ده محصلش” ودخلت امتحانات القدرات بتاعت فنون وجبت امتياز بس للاسف كنت جاية 85% فا مجموعي مجابش ولانه قليل جدا مكنش قدامي غير المجمع في اسكندرية فا دخلت كلية اداب واهلي كانوا عايزني ادخل قسم جغرافيا بحييث اني اطلع مساحة “شبه مهندسة مساحة يعني” وده كان بعيد تماما عن اي حاجة انا بحبها بس كمعظم الاهل في مصر كانوا عايزني ادخل كلية قمة وكدة ولما اطلع مهندسة ده هيحسسهم اني انجزت حاجة في حياتي فا عشان ارضيهم دخلت فعلا قسم جغرافيا وقلت احاول بجد يمكن احبها، قعدت فيها سنة معرفتش احبها رغم اني كنت بحضر المحاضرات وبذاكر من الكتب وبحاول فعلا اجتهد بس مفيش ولا مادة حبيتها ولا استمتعت بالي بسمعه لانه بعيد تماما عن نطاق اهتماماتي فا طلعت بمادة وكان ممكن اخودها في الصيف لكن مكنتش عايزة اماطل في الوقت في حاجة انا اصلا مبحبهاش فا حولت علي قسم لغات شرقية من باب اني بحب اللغات لاني وقتها كنت بتكلم عربي وانجليزي وفرنساوي وبذاكر ألماني فا اني اضيف عليهم تركي وعبري وفارسي كان بالنسبالي حاجة ممتعة جدا يعني، وقدمت ودخلت الامتحانات والانترفيو ونجحت وقعدت في القسم ده سنتين، كنت مهتمة جدا في البداية لكن كنت حاسة ان مفيش شغف ومفيش مستقبل هطلع بيه من القسم ده، كنت حاسة ان في حاجة ناقصة بس مش عرفاها لحد ما طلعت بالعبري في السامر كورس ووقتها فهمت ان برغم حبي للغات لكن ده مش كافي ولا سبب مقنع اني ادخل قسم ادرس فيه لغات لان تعليم اللغات في القسم ده كان بيتم بطريقة فاشلة جدا تقفلك وتكرهك في اللغة اكتر ما تبقي شاطر فيها فا سقطت اول سنة والمفروض اني اعيدها. عدت تاني سنة وقبل الامتحانات بشوية سافرت تركيا عشان افهم نفسي شوية واخد وقت اني افكر واعيد تقييم حاجات كتير في حياتي ورجعت علي الامتحانات بالظبط وطبعا حاولت الم المنهج بس الموضوع كان صعب جدا فا دخلت امتحانات بعض المواد والبعض التاني طنشت لاني مش مهتمة اصلا وكنت كدة كدة اخدة قرار اني مش هكمل في القسم ده بسبب العبري بشكا خاص وطريقة التعليم بشكل عام فا طلبت احول ومشيت في الاجراءات فعلا وكان وقتها عدي تلات سنين عليا في الكلية فا الاجراءات اختلفت. وقتها حسيت ان كفاية اوي كدة انا مش عارفة انا عايزة ايه ولازم المرادي يبقي القرار صح فا ركزت شوية في انا بحب ايه يعني فعلا بحب ايه وايه الي مش بمل منه وايه الي مهتمة بيه اكتر وعرفت الاجابة فا قررت اقدم علي قسم انجليزي “والي علي فكرة فضلت احاول اقدم عليه كل سنة بدون كلل ولا ملل بس كانوا بيطلبوا دايما واسطة عشان اتقبل حتي لو المعايير مطبقة عليا” وقسم صوتيات لاني بحب الدوبلاج وكنت بعمل فويس اوفر بصوتي وقسم اعلان لاني طول عمري بحب الكتابة والاذاعة.
مشيت في الاجراءات وقلت اختار المرادي في ورق التحويل التلات اقسام دول بما اني بحبهم وعشان ابقي في الامان، عشان لأول مرة يبقي عندي خطة بديلة وحصل دخلت الامتحانات بتاعت التلات اقسام وعلي السنة دي كانوا عاملين مناهج وانترفيوهات يعني الموضوع مكنش سهل زي السنين الي قبلها يعني بس عملت كل ده، وبعد اسبوعين علي نار رحت استلم النتيجة والمفاجاة اني اتقبلت في التلات اقسام فا قررت اني اقدم علي اول قسم اختارته وهو قسم انجليزي بحيث اني ادرس الادب الانجليزي وشكسبير والي بدوره هيساعدني في حبي للكتابة.
اليوم الي رحت احول فيه وانا واقفة عند مكتب شئون الطلبة الموظفة قالتلي اني ساقطة ومفصولة من جامعة اسكندرية كلها بقالي سنة وانا معرفش ومحدش قالي وغالبا مكنتش هعرف الا لو كنت جربت حركة تحويل الاقسام، طبعا مشوفتش قدامي يعني ايه ابقي مفصولة واقدر ادخل امتحانات ويطلعلي رقم جلوس ويطلعلي نتيجة كمان.
طبعا كان الموضوع صدمة وبعدين رحت سحبت ملفي وابتديت رحلة اسبوعين بدور في جامعات مصر كلها عشان واحدة من الجامعات تقبلني لان مجموعي قليل وكمان مفصولة وبعد ما بتتفصل من كلية اداب مفيش اختيار غير حقوق ومعاهد وجامعات خاصة. طبعا مش هدخل حقوق بعد كل ده ومقدرش اتحمل تكلفة الجامعات الخاصة فا كنت تايهة بين كفرالشيخ والمنصورة والشرقية واسيوط ودمنهور لحد ما بالصدفة البحتة حد من صحابي كلمني يسأل عليا بعد سنتين من غير كلام والي انا اعتبرته اشارة من ربنا، سال عليا ولما حس اني مضايقة سألني في ايه وحكيتله واقترح عليا المعهد الي هو بيدرس فيه وهو معهد اسكندرية العالي للاعلام. طبعا مكنش عندي فرصة تانية غير اني اقبل بالمعهد ده او متعلمش اصلا فا دعبست عنه ولقيت انه معتمد وموجود في مكتب التنسيق وشهادته تعادل اعلام القاهرة فا دخلته ونجحت في سنة اولي وتانية وتالتة الحمدلله بتقديرات كويسة جدا وفاضلي سنة واتخرج الحمدلله من قسم اذاعة وتلفزيون.
ايه الي ممكن انصح بيه باقي الطلاب، انك متستغناش ابدا عن حلمك ومتجاهلش أبدا حبك لشئ معين. الوقت الي في حياتك ده بتاعك انت مش ملك لاي حد تاني فا متسمحش لحد يتحكم فيه. ادرس الحاجة الي بتحبها واعمل الحاجة الي بتحبها عشان لما بتعمل العكس بتحس انك ميت.
متخافش ابدا من انك تبدا من الصفر تاني عشان عايز توصل لحاجة معينة.
It’s never too late “literally”
مجلة ثورة الموارد البشرية: من ضمن النشاطات والأعمال اللي نجحتي فيها كانت في مجال التطوع المجتمعي، اشتغلتي مع مبادرات كتيرة وأكيد اتعلمتي حاجات مختلفة من كل تجربة. ممكن تقوليلنا موقف من اللي أثروا فيكي؟
أمنية نجم: اتعلمت اني ابقي مرنة بس في نفس الوقت انتهز الفرص الي ممكن تيجي لحد عندي، بس الواحد وهو صغير مبيبقاش دريان بأهمية كل حاجة بتيجي قدامه حتي لو كانت صغيرة فا في يوم كان معروض عليا أعمل انترفيو مع السفير البريطاني السابق في مصر وبنوتة تانية من التيم بتاعي حاولت تسبقني بخطوة رغم ان المهمة دي مطلوبة مني شخصيا فا بدل ما اخسرها وهي في التيم بتاعي، اتعلمت يوميها ابقي مرنة واعرف اتصرف في الموقف ده بذكاء اجتماعي فا قولتلها اعملي انتي كمان اسئلة ويالا بينا نطلع احنا الاتنين، كل واحد بأسئلته وبالطريقة دي هي كانت مبسوطة عشان عملت الي هي عيزاها وطلعت مع السفير علي اليوتيوب وانا كمان عملت الي كان مطلوب مني.
وده لما كنت شغالة من ضمن فريق العلاقات العامة في
MUP -Model of United Kingdom Parliament
مجلة ثورة الموارد البشرية: أمنية تفتكري لو كنتي اكتشفتي شغفك في مجال الشغل والدراسة في وقت بدري ده كان هيفرق معاكي حالياً؟
أمنية نجم: أكيد النقطة دي كانت هتفرق معايا كتير، أنا كبرت حواليا صحاب كلهم عارفين هما بيحبوا ايه وعايزين يعملوا ايه في حياتهم وفي منهم كان محدد أهداف حياته بالسنين كمان لكن انا كنت في دنيا تانية، مش عارفة بحب ايه وعندي اهتمامات كتير اوي لكن بمل بسرعة من اي حاجة عشان كدة قضيت سنين كتير بتطوع في منظمات مجتمعية غير هادفة للربح وبتدرب في شركات في كل المجالات الي ممكن تتخيلها، انا فاكرة اني اشتغلت حتي في مطعم قبل كدة. محاولاتي لإكتشاف شغفي كانت مستميتة، فا اعتقد اني كنت هوفر السنين دي كإستثمار في مجالي الي بحبه. يعني اعتقد الفرق الوحيد كان هيبقي في “الوقت” بس بصراحة لو رجع بيا الزمن اعتقد اني هسلك نفس التجربة بسنينها وتوهانها لانها اديتني الفرصة والمساحة والوقت اني اتعلم فعلا من كل تجربة وكل تدريب وكل شغلانة وكل بني ادم قرر يعلمني حاجة عشان شافني فضولية وتايهة… كل ده كون شخصيتي وعرفني قيمة ان يبقي الانسان عنده شغف وموهبة معينة وهي انك تشتغلها وتقدر قيمتها لان الشغف هو الحاجة الي بتحسسك إنك حي.