بقلم: صالح السويحى
مما لاشك فيه، أننا جميعاً نعاني من مشكلات في التعامل مع الوقت و تحديات في إدارة الوقت بفاعلية و كفاءة، و ذلك لأن الوقت مورد ثمين، ولكنه للأسف ينفذ بسرعة، وهو سلعة نادرة، و لكنها للأسف أيضاً لا يمكن تخزينها أو شراءها.
و من هنا باتت مهارة إدارة الوقت مهارة مُلحّة ومهمة لنا جميعاً، فإن إدارة الوقت هي علم و فن و مهارة تمكننا من استخدام الوقت بشكل فعال و منظَم من أجل تحقيق أهدافنا و النجاح في حياتنا.
و لذلك، نقدم إليكم بعض النصائح المفيدة التي تساعدنا على إدارة وقتنا بشكل أكثر فاعلية:
خطط جيداً لحياتك؛ وضع أهدافاً ذكية، واضحة، محددة، و قابلة للقياس، وانفق في التخطيط ما يستحقه من وقت ومجهود، و ضع خطة مكتوبة سنوية وشهرية وأسبوعية، وذلك لأن التخطيط يُخبرك كيف تصل إلى ما تصبو إليه، ومتى تبدأ المهمة حتى تنتهي منها في موعدها المحدد
أعد ترتيب أوراق حياتك؛ فاحرص دائماً على الانشغال بما يهمك فعلاً، وركز مجهوداتك على الأعمال و المهام ذات الأولوية الكبيرة عندك، و لا تنشغل بما لا يهمك، فيضيع وقتك سدىً.
تعامل بذكاء و فطنة مع وقتك؛ فوفقاً لمبدأ باريتو، إن 20% من مجهوداتك هو المسئول عن 80% من إنتاجيتك، ولذلك ابدأ دائماً بالأعمال الواعدة ذات النتائج المثمرة التي لا تستغرق منك وقتاً أو مجهوداً كبيراً، فإذا فرغت منها انتقل إلى الأعمال الأقل أهمية وهكذا.
استثمر دائماً في تطوير مهاراتك الأخرى؛ فكلما قمت بتطوير مهاراتك، قل استهلاكك للوقت؛ فعلى سبيل المثال: لو طوَرت مهارة الطباعة لديك، فأصبحت تطبع خمسين كلمة في الدقيقة بدلاً من عشرين كلمة في الدقيقة لقلَ استهلاكك للوقت وخفَ شعورك بضغط العمل و التوتر.
لا تنتقل إلى عمل آخر أو مهمة أخرى، حتى تنتهي أو تفرغ من العمل أو المهمة التي بين يديك؛ لأن ذلك قد يشتت تركيزك و يضيع وقتك.
تعلّم أن تقوم بتفويض الآخرين ببعض المهام؛ فليس من المعقول أن تقوم بكل شيء بنفسك، لأن ذلك يستنزف قدراتك و يهدر مجهوداتك.
استخدم الأدوات المتاحة و التكنولوجيا الحديثة؛ مثل التطبيقات و البرامج على الهواتف الذكية، الحواسيب، و البريد الإلكتروني، والتي تقوم بتذكيرك بأولوياتك ومهامك و تساعدك على إعداد جدول زمني لأعمالك.
ابتعد عن مضيعات الوقت؛ فكثيراً ما يضيع الوقت في التصفح الزائد للإنترنت أو مواقع التواصل الاجتماعي، أو في المكالمات التليفونية و المحادثات الجانبية التي لا معنى لها، ولذلك اجعل لكل نشاط أو هواية وقتاً محدداً، و احرص أن لا تتجاوز هذا الوقت.
أخيراً، أود أن أقول إن تطوير هذه المهارة لدينا يتطلب منَا انضباطاً ذاتياً ووعياً كبيراً بأهمية إدارة الوقت و مدى تأثيره على حياتنا و حياة من حولنا، ويستحق منَا بذل المجهودات الكبيرة لندير وقتنا بشكل صحيح و فعّال، وذلك لكي نحقق أهدافنا و ننعم بحياتنا.